حاكمية الشركة
قبل حوالي عشرة أعوام من نشر كتاب مس تقبل الرجل الصناعيThe Future o f Industrial Man
عبّر كالفن كوليدج Calvin Coolidge بثقة عن القناعة الإيديولوجية بأن «مهنة أمريكا هي الأعمال»6.
تعود جذور الولايات المتحد ة كحضارة أعمال إلى علم الأخلاق المتز مت الذي يقدّس العمل ويفترض وجود
المبد أالاقتصادي. الكلاسكي لل رجل الاقتصاد ي ويضع في المقدمة الرأي الدارويني الاجتماعي للفردية
الصارمة.
اعتبرت المؤسسات السياسية ومؤسسات الأعمال المفاهيم الثلاثة كلها بمثابة أدوات إيمان ، فأفسحت بذلك
مجالا ًضيقاً لاستقصاء تحليلي لمن شأة العمل كمؤسسة اجتماعية قادرة على البقاء. أرجع درَكَر نقص
الاعتراف العلمي بالشركة إلى المفهوم ا لسياسي ل لسيادة ال وطنية، و لم يكن في ظل ذ لك المفهوم من سبب
كبير لسبر أغوار سلطة التنظيمات الوسيط ة للدولة.
خشي درَكَ ر من أن يؤدي فشل إدارة الشركة في مواجهة مشكلة الشرعية إلى بديل استبدادي تكون فيه الدولة
هي الهي ئة الرقابية الوحيدة.
كذلك وإذا ر ف ضت الرأسمالية الإدارية التحدي الفلسف ي لتبرير قوة الشركة، كان ذلك اعتراف اً ضمنياً بأن
قوة شركة الأ عمال فاسدة وغير نقية، وحين ئذ سوف تسمح الرأسمالية المعاصرة للمجتم ع بالتفسخ إلى عالم
هوبيسيانيج يكون فيه الجميع
حرباً على الجمي ع وهذا أمر على الغالب في مثل سوء النظام الاستبدادي بدلاً من خلق مجتمع صن اعي حر
فاعل.