حاملة طائرات أميركية إلى فيتنام للمرة الأولى منذ الحرب
رويترز، أ ب، أ ف ب
يُتوقع أن تصل حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية إلى سواحل فيتنام في آذار (مارس) المقبل، في خطوة هي الأولى منذ انتهاء الحرب بين البلدين قبل أكثر من أربعة عقود.
ويتوقع أن يُزعج هذا الأمر الصين التي تنتقد التحركات الأميركية، وتصفها بعرض عضلات عسكري في المنطقة، علماً أن بكين تلقت دعوة للمشاركة في مناورة بحرية كبيرة تستضيفها الولايات المتحدة العام الحالي.
وجاء الإعلان خلال زيارة تستمر يومين لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس هانوي. وذكر الناطق باسم البنتاغون جيف ديفيس أن ماتيس ونظيره الفيتنامي نغو زان ليك، بحثا في زيارة حاملة الطائرات في اجتماع مغلق، مشيراً إلى أن الفيتناميين ينتظرون موافقة نهائية من سلطات حكومية عليا، إلا أن ماتيس أوحى بأن الاتفاق تم.
وخلال اجتماع له مع السكرتير العام للحزب الشيوعي نجوين فو ترونغ، ثمّن ماتيس الشراكة المتزايدة بين البلدين، خصوصاً زيارة حاملة الطائرات التي يُتوقع أن ترسو قرب ميناء دانانغ الضخم وسط البلاد، كما نوه بدعم فيتنام تشديد العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية. وعقب اجتماعه مع الرئيس الفيتنامي تران داي كوانغ، أشاد ماتيس بالعلاقات الثنائية، قائلاً: «أنا على ثقة بأننا على المسار الصحيح، سيدي».
وتتزامن زيارة ماتيس مع استعداد البلاد للاحتفال بالذكرى ال50 لهجوم التيت في كانون الثاني (يناير) عام 1968، والذي تحوّل نقطةً محورية في الحرب، وأدت إلى انسحاب الأميركيين من البلاد بعد سبع سنوات.
كما تزامن الإعلان عن زيارة حاملة الطائرات مع إعلان الصين أمس تلقيها دعوة للمشاركة في مناورة بحرية بقيادة الولايات المتحدة، على رغم التوتر بين بكين وواشنطن في بحر الصين الجنوبي. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية وو كيان أن وفداً صينياً توجه إلى الولايات المتحدة لمناقشة الترتيبات.
وشارك الجيش الصيني للمرة الأولى عام 2014 في «ريمباك»، وهي أكبر مناورة بحرية دولية في المحيط الهادئ التي تجمع كل عامين نحو 20 دولة بقيادة أميركية. كما شاركت الصين في المناورة عام 2016. وتطالب بكين بالسيادة على القسم الأكبر من البحر الغني بالموارد، على وقع مطالبات مماثلة من جيرانها في جنوب شرقي آسيا (فيتنام، الفيليبين، ماليزيا وبروناي)، وسارعت إلى بناء جزر اصطناعية قادرة على استقبال طائرات عسكرية.
ونددت الصين الأسبوع الماضي بدورية لسفينة حربية أميركية في بحر الصين الجنوبي في إطار عملية لتأكيد حرية الملاحة في المنطقة، ووصفتها بأنها انتهاك لسيادتها. ويأتي الحادث بعد إعلان استراتيجية دفاع أميركية اعتبرت أن الولايات المتحدة تواجه «تهديدات متزايدة» من الصين وروسيا. وتتهم هذه الوثيقة الصادرة عن البنتاغون، الصين باللجوء إلى «تكتيكات اقتصادية ضارة لترهيب جيرانها، مع العمل على عسكرة بحر الصين».
وتأتي زيارة ماتيس بعد جولة لافتة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في مناطق جنوب شرقي آسيا، شملت فيتنام ولاوس، وحقق فيها اختراقاً مهماً عبر الاتفاق مع ميانمار على تقديم تسهيلات عسكرية واسعة وفتح موانئها أمام حركة الطيران والسفن الحربية الروسية، في إطار المساعي الروسية للانتشار العسكري عالمياً.