في عصر سلاطين المماليك
1من اصل2
د. محمد جمال الشوربجي أكاديمي من مصر
تتناول هذه الدراسة التعريف بأحوال إحدى الحرف المهمشة وهي حرفة الإسكافي، وعلى الرغم من أهمية هذه الحرف والمهن في الحياة الاجتماعية المصرية، فإن أصحابها لم يلقوا أي اهتمام من قبل مؤرخي ذلك العصر، وذلك لانصراف معظم هؤلاء إلى تسجيل الأخبار السياسية وأحوال السلطان وحاشيته؛ فضلاً عن الباحثين المحدثين، وقد جاءت هذه الدراسة للوقوف على أحوالهم، وسد اللبنات الناقصة في تاريخ المجتمع المصري في العصر المملوكي (648- 923ه/ 1517-1250م).
ألقى الثراء الذي تمتعت به مصر في العصر المملوكي من جراء التحكم في طريق التجارة بين الشرق والغرب، وبخاصة تجارة التوابل، بظلاله على صناعة الأحذية، فتنوعت في الأشكال والألوان والخامات، وقد ساعد هذا النشاط التجاري على جلب عديد من المواد الخام، وبخاصة الجلود، وإدخال أنواع جديدة من الأحذية؛ استطاع المصريون محاكاتها، والاستفادة منها في إخراج أشكال أخرى.
كما ساعد هذا الثراء على ظهور ما يعرف ﺑ “الموضة” التي كانت أحد العوامل التي أسهمت في نشاط هذه الصناعة، أضف إلى ذلك التنوع العرقي الذي حوته مصر خلال هذه الفترة، وكل هؤلاء قد حملوا معهم ثقافة بلادهم التي كان لها تأثيرها على هذه الصناعة، ومؤكد أن منهم من كان يعمل بصنعة الأحذية، وهؤلاء كان لهم أسلوبهم في الصناعة من حيث الشكل وتركيب الخامات.
عَرف المصريون القباقيب الخشبية بجميع أشكالها وألوانها، فارتدت طبقة الخاصة القباقيب التي كانت تُزين بالزخارف، وتُرصع بالذهب والفضة والأحجار الكريمة وغيرها، وكان لكل مستوى معينّ من الشعب النوع المناسب له من هذه القباقيب، حسب نوجع الخشب المستخدم والزخارف التي تنقش عليه، حتى الفقراء كان لهم نوع بسيط من القباقيب، وكانت النساء يلبسن هذا النوع لتفادي جر أذيال أثوابهن على الأرض، أو لإطالة قاماتهن، وهذا النوع المرتفع وُجِدَ أيضاً في الحمامات العامة لتفادي الماء المستعمل من الاستحمام والبعد عن النجاسات.
كما عرف المصريون الأخفاف التي كانت تُصنع من الجلد من ألوان مختلفة؛ ومنها ما اختلط فيها لونان،