حضارات الهلال الخصيب
خرجت حضارات عدّة من هذه المنطقة، مبتدئة بالحضارة السومريّة، والأكاديّة، والبابليّة، والآشوريّة، والكنعانيّة الفينيقيّة، فالآراميّة الكلدانيّة، و تتالت الحضارات كالحضارة الفارسيّة، والسلوقيّة، والرّومانيّة، والبيزنطيّة، فالحضارة الإسلامية العربيّة، وتداخلت أغلب تلك الحضارات مع شبه الجزيرة العربيّة ومصر، فالأناضول واليونان، ولا يخفى أنّ بداية العصر الحجري الحديث، والعصر البرونزي، كانت في هذا الهلال، ممتدّة حتى جنوب الرّافدين، وغرب الشّام، وشمال جزيرة الفرات، حين ابتدأت المدن والممالك.
أطلق الهلال الخصيب على هذه المنطقة تحديداً، منطقة الحضارة البشريّة، حيث عَرفَ سكّان هذه المنطقة الآلهة السماويّة فعبوها، كعشتار وتموّز وغيرها، بدلاً من عبادة الظّواهر الطبيعيّة التي كانت آنذاك، وتحكي الأساطير الدينيّة أنّ (النبي نوح) وهب لابنه سام هذه المنطقة، ولذلك سميت (ساميّة)، فكانت ساميّة اللغة، وحتّى تتميّز عن منطقة شبه الجزيرة الكبرى شرق البحر الأحمر، التي كانت لغتها ساميّة أيضاً، فقد أطلق اسم الهلال الخصيب، نظراً لأنّها منطقة غنيّة بمياهها وبتربتها الخصبة، فكانت زراعتها بعليّة، سهلة الزراعة.