حفر قناة السويس
قناة السويس
قناة السويس هي عبارةٌ عن ممرٍ مائيٍ يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط في الأراضي المصرية، وتمَّ حفرها حسب دراساتٍ فنيةٍ دقيقةٍ؛ حيث لا يرتفع مستوى المياه في هذه القناة عن مستوى المياه في البحرين الأحمر والأبيض؛ وذلك لتوفير عنصرِ ثباتِ كميّاتِ المياه المتواجدة بها وتسهيل عملية النقل البحري.
حفر قناة السويس
كانت فكرةُ ربط البحر الأحمر مع البحر الأبيض المتوسط بقناةٍ فكرةً قديمةً من زمن الفراعنة، ولم توضع الدراسات اللازمة للفكرة بسبب التخوّف من ارتفاع مستوى مياه البحر الأحمر ويطغى على مياه البحر الأبيض المتوسط. في عام 1840م عمل مهندسٌ فرنسيٌّ يُدعى دي بلفون بك مشروعاً لحفر قناةٍ بشكلٍ مستقيمٍ تصل ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وفُسّر التخوف السائد من المشروع في ارتفاع منسوب مياه البحر الأحمر على منسوب مياه البحر الأبيض المتوسّط وذلك لا ضرر منه.
في عام 1846م تمّ إنشاء جمعيةٍ في باريس لدراسة فكرةِ حفر القناة، وأصدرت الجمعيّة بياناً أكدّت فيه إمكانية حفر القناة دون حدوثِ أي طغيانٍ بحري. في عام 1854م تبنّى المهندس دي لسبس فكرة المشروع وطرحها على سعيد باشا حاكم مصر في تلك الفترة وأقنعه بها، واستطاع اصدار قرارٍ بعقدِ امتيازِ حفر القناة لمدّة 99 عاماً اعتباراً من تاريخ الافتتاح.
شكّل دي ليسبس عدّة لجانٍ من المهندسين الفرنسيين، وأقرّ الجميع بإمكانية حفر القناة دون أضرار، وتمّ توقيع وثيقةِ التنفيذ في تاريخ 5 يناير من عام 1856م، وتتضمّن هذه الوثيقة شروط الحفر، كما نصّت على عدة شروط، وهي:
• تَمنح الحكومة المصريّة الشركة الفرنسية الحق في إنشاء القناة.
• تلتزم الشركة المُنفذةُ للمشروع باستخدام ما نِسبته أربعة أخماس العمالة من المصريين.
• مدة الامتياز 99 عاماً، تبدأ من تاريخ افتتاح القناة، وبعد هذا التاريخ تُصبح القناة ملكاً للحكومة المصرية.
• تحصل الحكومة المصرية على نسبة 15% من صافي أرباح القناة.
باشرت الشركة بتنفيذ العمل من تاريخ توقيع هذه الاتفاقية؛ أي في عام 1856م، وانتهت من العمل بتاريخ 1869م، وتم افتتاح هذا المشروع العظيم الذي استطاع أنْ يُحدث تغييراً كبيراً في المكان وفي الاقتصاد المصري، وازدهرت المنطقة بكاملها وأُقيمت الكثير من المشاريع الاقتصادية والسياحية، فازدهرت المناطق الواقعة على طول القناة، وتمّ إنشاء الكثير من المدن والقرى على طول القناة؛ فانتشر العمران والاستراحات، وعملت في هذه المشاريع الكثير من الأيدي العاملة من شباب مصر، وارتفع مستوى المعيشة للناس، كما زادت إيرادات الخزينة المصرية.