حقبة الثورة الصناعيَّة
تأسَّست أقدم حديقة حيوان تُحافظ على نشاطها إلى اليوم في سنة 1752 بالنمسا، وهي حديقة حيوانات فيينا، التي أمر بإنشائها الإمبراطور الروماني المُقدَّس فرانسيس الأول، وكانت مهمَّتها مُقتصرةً في البداية على تسلية الإمبراطور وعائلته (حيث كانت آخر حديقة حيوان كبيرة خاصَّة بالأباطرة يتمُّ تأسيسها في أوروبا)، إلا أنَّها افتُتحت لعامَّة الناس بدءاً من عام 1765م. وقد كانت هذه الفترة بدايةً لبُروز ثقافة الاعتناء بالحيوانات، ومُعاملتها ككائناتٍ مُهمَّة تستحقُّ الدراسة علمياً.[٣]
حتى نهاية القرن الثامن عشر كانت حدائق الحيوان محض وسيلةٍ لاستعراض نُفوذ الحاكم وإظهار سُلطته، لكن لم تفتح حديقة حيوان لأهدافٍ تعليمية (مثل تعريف الناس بالحيوانات) أو علميّة (مثل إجراء الدراسات الأكاديمية على الكائنات الموجودة) حتى عام 1826م، عندما برزت هذه الفكرة للمرَّة الأولى في لندن ومن ثم انتقلت إلى باريس وعواصم أوروبية أخرى، وكانت بدايتها بحديقة حيوانات ريجنت في إنكلترا.[٣] ولم يُنوَى بالأصل لحديقة ريجنت أن تكون مفتوحةً لعامَّة الناس، وإنَّما كانت فكرتها قائمةً على تعزيز البحث العلمي على الكائنات الموجودة في الحديقة، ولكنَّ تزايد عدد معارف العاملين في الحديقة الذي يطلبون أذناً لزيارتها دفع مؤسِّسيها إلى فتحها لعامّة الناس في أيَّام مُعيَّنة من الأسبوع، ثم توسَّعت بسُرعة لتُصبح مركزاً مهماً في مدينة لنُدن.