حكاية الهمزة الشقية
«أنا فعلاً زهقت من الهمزة دي، قواعدها كتير أوي يا بابا».. كان أبي أستاذ اللغة العربية يبتسم لي عندما أردد تلك العبارة حين يصحح لي موضوعاً للتعبير أو امتحاناً أو واجباً، ويردد «النحو ده عامل زي الرياضيات.. مجرد فهم وحب»، وعندما كبرت وتخرجت وعملت في الترجمة، وجدت أن النحو هو مشكلة معظم المترجمين والمترجمات، وكذلك الأسلوب، ووجدت نفسي أردد عبارة أبي، خاصة عندما تقدمت في عملي قليلاً وأصبحت أدرب الآخرين الأصغر عمراً.
قواعد الهمزة في اللغة العربية
كانت أكثر الأخطاء شيوعاً استخدامات الهمزة التي تتلون مرة على واو ومرة على ألف ومرة على السطر، كما تختلف بألف من غير همزة أو بها، لتسمى في الأولى وصلاً وفي الثانية قطع.
وفي وقت إعدادي لمقال سابق، وقع بين يدي كتاب رائع الأسلوب سلس التناول رائع الفكرة والنظام والطرح، قدّمت كاتبته رؤية بسيطة في قصة جميلة تصلح كحكاية ما قبل النوم للصغار، وتعيد الكبار إلى عالم من الطفولة البريئة، كما أنه قصير وسلس وجميل، الكتاب متوفر باسم «حكاية همزة» وهو للكاتبة الكويتية حياة الياقوت.
كتاب تعليمي للأطفال
تفترض حياة الياقوت قصة وهمية خيالية، ترى فيها الحروف والحركات في اللغة العربية عبارة عن مواطنين في دولة افتراضية اسمها «كلامستان»، تتصارع الحروف تارة والحركات تارة ليضع كل منهما بصمته ويتخذ مكانه الثابت، ثم تبدأ حياة الهمزة الشقية المرحة التي لا تنفك، تتغير وتتلون فيتحايل عليها البعض، ويلزمها الآخرون بذلك.
في نهاية كل فصل، تُقدم حياة الياقوت قاعدة محددة ملخصة بعد أن افترضت واقعة ما.
الكتاب مميز لتعليم ابنك النحو والأسلوب الجيد، ومميز لك ولوالده ولصديقاتك وأصدقائك إن كنتِ ممن يعانون من مشكلة الهمزة.
وهو بكل مميزاته السابقة لا يخلو من بعض نقاط الضعف، التي يراها البعض ويدافع عنها الآخرون، باعتبار حياة الياقوت خريجة علوم سياسية وليست متخصصة.