حاسس بالجوع، وكم مرة فكر أنه ينزل مصر تاني يرجع لكن كانت نظرة أسرته وانتظارهم لنجاحه هدف بيثبت أقدامه في غربة، كالحة، باردة موحشة، كان بيستنى بالأسبوع علشان يحجز مكالمة للعيلة في مصر، تدوم دقيقة أو اتنين علشان حجز المكالمة، لكن كان إصرار التفوق إنه يكون من الأوائل فيتعين في مشروع من أهم مشاريع الأنفاق في ألمانيا وينجح ويتعرف ويثبت ذاته.
وعلشان كدا تلاقي أن مشروع محطة قطارات برلين من المشاريع اللي طولت في ألمانيا من التسعينيات وواجهتها صعوبات كتيرة منها: تحويل مجرى نهر كان بيعترض مسار التنفيذ، مية أنفاق مغرقة الأرض ومش عارفين يتصرفوا فيها أزاي، وبنى مباني لازم عشان تبنيها توقف عمل كل القطارات في برلين اللي هي نقطة التقاء كل محطات أوروبا، فضلوا عاجزين الحقيقة من مشكلة لمشكلة عن إتمام المشروع لحد سنة 2000، وقتها قرروا يستعينوا بالمهندس المصري هاني عاذر، واطلب منه إنهاء المشروع قبل افتتاح بطولة كاس العالم في برلين 2006، الصعوبات مرعبة، التحدي أكبر، الإرادة حاضر، تثبت فيها مش بس قدراتك لكن كمان تثبت أنت جاي منين، لكن يحول عاذر المصري مجرى النهر 70 متر، يخلص البُنا ويرجعه تاني، يواجه مية الأنفاق بفكرة التجميل ويحافظ على مستوى معين من سيولة الميه، وسيلانها عند سطح التربة علشان ري النباتات في دولة زي ألمانيا الخضرة فيها شيء أساسي، ويجي المبنى إداري المفترض أنه يتبني أفقي كدا فوق ممر قطارات جاي رأسي عكسي، ومش ممكن القطر يقف لحظة واحدة فيقرر يبنيه زي الصورة اللي قدام حضراتكم، يبنيه معدن رأسي، من النحيتين على جزأين، وبعدين يقول هينزله ويقابلهم لبعض على مدى 48 ساعة متواصلة جت قنوات العالم تصور اللحظة،