4من اصل4
تعلموا محاولة الخروج من أي موقف يتعرضون فيه للاستفزاز أو إثارة غضبهم لكن في السجن ليس هناك مخرج من مثل هذه المواقف أوضح لي ذات مرة سجين في إحدى وحدات الحراسة المشددة، وهو أمريكي من أصول أفريقية يبلغ من العمر ثلاثة وأربعين عامًا، السبب وراء دخوله في مشاجرات وإيداعه الحبس المشدد، فقال لي : ”
ترد على ذهنك أفكار غاضبة، وتظل عالقة به وترغب في الانتقام من شخص تعرض لك بالأذى خارج
السجن، يمكنك التراجع والمحافظة على هدوئك، لكن هنا في هذا المكان لا يمكنك التراجع أو الاختباء وما إن يتمكن أحد من إيذائك حتى يستمر في ذلك – سواء أكان من ضباط السجن أم من السجناء الآخرين – وسيدَّعون أنك قد وشيت بهم أو شيئًا من هذا القبيل”. بعض السجناء يتعرضون عادةً لتحدٍّ من جانب غيرهم من السجناء للدخول معهم في عراك، أو يجدون أنفسهم في صراعات مع موظفي السجن. وكقاعدة عامة، في كل مرة يصدر ضدهم إنذار ويُرسَلون إلى مستوًى أكثر تشددًا من الحبس، يقلل الوضع الجديد من إمكانية الانحراف لديهم ومن فرصة الخروج بهدوء من أي موقف ينطوي على خطورة شديدة؛ فلا مهرب في هذه الحالات وعندما يجيب سجين في وحدة الحبس المشدد عن أي سؤال يطرحه أحد الحراس إجابة ساخرة، أو لا يستجيب بسرعة كافية لأمر مباشر، يصدر ضده إنذار جديد، أو يقرر الحارس الاستهزاء به أو استخدام القوة البدنية لإرغامه على الامتثال.
في وحدة الإدارة الخاصة بالمؤسسة العقابية لولاية بنسلفانيا في مقاطعة جرين، يلزم على السجناء المرور بخمس مراحل من البرمجة بدءًا من المرحلة الخامسة، التي يُحرَم فيها السجناء من كل وسائل الراحة، وصولًا إلى المرحلة الأولى التي يُسمَح لهم فيها بمزيد من الزيارات وبقدر أكبر بعض الشيء من حرية الحركة في أثناء الوقت الذي يقضونه في ساحة السجن وتتطلب كل مرحلة من هذه المراحل ثلاثة أشهر على الأقل لاستكمالها وبذلك، عند دخول السجين هذه الوحدة،