حوار مع جمال بكرى 1 من 8
* دائماً عندما تتحدث تذكر مدينة بورسعيد، من الواضح ان لها دوراً اساسياً في حياتك، في اختياراتك، في توجهاتك وايضاً في رؤيتك للعمارة.
– ليس هناك شك في ذلك، فقد نشأت في مدينة بورسعيد عندما كانت قطعة من اوروبا، فلم يكن هناك مصري واحد يبني فيها، فقد كان كل من يبني فيها، اما من الفرنسيين او البريطانيين او الايطاليين او السويسريين او الالمان، وقد كان بها مستويات عاليه من العمارة سواء في حي العرب او في حي الاجانب. كما كان هناك آنذاك نوعان من المباني، الاول في حي العرب وبعضها في حي الاجانب وكانت من الخشب وكان بها البلكونات والتراسات الخشبية الجميلة جداً والمليئة بالزخارف والفن، اما النوع الثاني من المباني فكانت مصنوعة من الخرسانة والحوائط الحاملة وهو الاسلوب الذي كان متبعاً منذ مائة عام وقد كانت ايضاً قطعاً فنية جميلة جداً.
ومازلت اقول الي يومنا هذا إن من اعظم امثلة المباني السكنية مجموعتين سكنيتين عبارة عن عمارتين لكبار موظفي هيئة القنال آنذاك في بورسعيد والاخري علي الضفة الثانية في بور فؤاد وكانت مجموعة من الفيلات الرائعة بالطبيعة والحدائق وايضاً مبني الشركة وورشة القناة. وقد كان معماراً متميزاً بشكل جبار. هذا هو ما نشأت فيه.
* لو كان لك ان تلخص رؤيتك للعمارة فما تقول؟ – سوف أتحدث في موضوعين اولاً: الفن المعماري: ان الفن المعماري عبارة عن نسيج من ثلاثة خيوط، الوظيفة والمنشأ والمعمار، عندما يتمكن الانسان اولاً من الوظيفة ويتمكن من الانشاء يصبح بناء وليس معمارياً. وليصبح معمارياً عليه ان يتمكن من اللحن الجمالي وكلما اصبح وظيفياً وانشائياً وجمالياً في ذات الوقت يصبح معمارياً.