حول الطرز الحديثة في التأثيث 2 – 4
ومع ذلك فإن التصور الجديد للتأثيث، بدأت ينتشر في كل بلدان أوروبا، متخذاً أسماء مختلفة: “ليبرتي” في إنجلترا “آرت نوفو” في بلجيكا “جوجينديستيل” في ألمانيا، و”سيشيزيون” في أستراليا. وحالياً بدأ الإنتاج في كل أوروبا، ينتقل بالكامل إلى الإنتاج الآلي، بعد أن كان حرفياً إلى حد كبير.
ومن العلامات الواضحة التي طفرت من داخل هذه الثورة، يجيء إنتاج “ثونيت” لقطع الأثاث المصنوعة من الخشب المقوس.
بدأ “ثزنيت” إنتاجه الصناعي في أواخر القرن التاسع عشر، عندما أنتج الكرسي الشهير (14) الذي صمم عام 1859، والذي لا يزال محتفظاً بمكانته حتى الآن، فهو الذي يبيع منه عام 1911 خمسون مليوناً.
ولم تتأكد عبقرية ثونيت فقط من خلال الجوانب التقنية، فهو استخدم البخار في تقويس الأخشاب، ولكنها تأكدت أيضاً، من خلال منطقية البناء الجمالي، المستمدة من قدرته على خلق كرسي له صلاحية استعمال عالمية.
ولقد جاء “الراتسيوناليزم” مع بداية القرن العشرين، كحركة متقدمة لهذا الاتجاه، كعلامة لنهاية الزخرفية في التأثيث. وارتكز هذا (الرانسيوناليزم)، أي مذهب العقلين القائل بكافية العقل دون الوحي، على مبدأ مؤداه “أن كل شيء غير وظيفي يعتبر غير جميل” وأصبحت الوظيفة رافضة للطرز القائمة على التقليد، ولمبدأ الاستغراق في الزخرفية، إذ أن مظهرية التأثيث تعني الاهتمام فقط بالمظهر الاجتماعي للمنزل، دون التفات إلى حاجات الإنسان الذي سيقطن فيه ومن ثم أهتم (الراتسيوناليزم) بوظيفة القطع، وتحقيقها لراحة الإنسان، وأيضاً بعلاقة القطع بعضها ببعض.