حول نظام تغذية الطفل 2 – 7
وفي الواقع، أن الأم التي حرمت من إرضاع طفلها من ثدييها، يمكن أن تردك نفس هذا القدر من السعادة، إذا هي نجحت في إشعار طفلها، بتفرغها الكامل له، وعندئذ ستنعم بتلك السعادة التي تنبثق من هذا الجو من الألفة.
وينصح جميع أطباء الأطفال، بضرورة احتضان الأطفال عند إرضاعهم، وعدم تركهم في فراشهم، حتى وإن كانوا قد تجاوزوا بضعة أسابيع، كما ينصح بعض الأشخاص بإعطاء الطفل فرصة، كي يلمس ثدي أمه بيديه الصغيرتين. ويعود هذا الوضع على الطفل بفائدة، بشرط ألا تشعر الأم بأي حرج، وأن تسمح به لطفلها عن طيب خاطر. ولا يفوتنا أن الطفل، يتعرف للمرة الأولى على العالم الخارجي أثناء عملية الرضاعة، إن وجه أمه يتراءى له في مجال اللاشعور. ونلاحظ أنه في البداية يكتفي بالالتفات إليه، ولن ينظر إليه إلا فيما بعد. فهذا هو أول شيء يراه، ثم يكتشف معالمه، عندما يبلغ عمره حوالي شهرين. فمنذ ذلك الحين، يختلط في تصوره الذهبي، إشباع الجوع وشعوره بحرارة ذراعي أمه، وهكذا تبدأ العلاقات الإنسانية لديه، فالوجه هو أول اكتشاف عند الطفل. وهذه الرؤية للواقع الخارجي هي التي ستساعده على خواص عمار الحياة.
الرضعة:
قد يصاب الأطفال الذين يرضعون من أثداء أمهاتهم باضطرابات نتيجة لنقص أو زيادة في التغذية، ففي حالة حصولهم على قدر من الغذاء أكبر من اللازم، فإنهم يكتسبون الزيادة الطبيعية في الوزن، لكنهم يلفظون بعض اللبن الذي حصلوا عليه عقب الرضاعة مباشرة، أو يقيثون بعد الرضاعة بساعة، أو نصف ساعة لبناً رائباً، درجة حموضته عالية، مصحوباً بشعور واضح بالتعب.