حينما يصرح الساسة في الغرب بأنهم لا يعادون الإسلام
حينما يصرح الساسة في الغرب بأنهم لا يعادون الإسلام وانهم ليسوا ضد
الإسلام كدين فانهم يكونون صادقين بوجه من الوجوه إذ لا مانع عندهم أبدا من ان نصلي ونصوم ونحج ونقضى ليلنا ونهارنا في التعبد والتسبيح والابتهال والدعاء ونقضي حياتنا في التوكل ونعتكف مانشاء في المساجد ونوحد ربنا ونمجده ونهلل له فهم لا يعادون الإسلام القطوسي إسلام الشعائر والعبادات والزهد ولا مانع عندهم في ان تكون لنا الآخرة كلها فهذا أمر لا يهمهم ولا يفكرون فيه بل ربما شجعوا على التعبد والاعتزال وحالفوا مشايخ الطرق الصوفيه ودافعوا عنهم ولكن خصومتهم وعداءهم هي للأسلام الآخر الإسلام الذي ينازعهم السلطة في توجية العالم وبنائه على مثاليات وقيم أخرى الإسلام الذي ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم في حركة الحياة الإسلام الذي يريد ان يشق شارعا ثقافيا آخر ويرسى قيما أخرى في التعامل ونماذج أخرى من الفن والفكر الإسلام الذي يريد ان ينهض بالعلم والاختراع والتكنولوجيا ولكن لغايات أخرى غير التلسط والغزو والعدوان والسيطرة الإسلام السياسي الإسلام الذي يتجاوز الإصلاح الفردي إلى الإصلاح الاجتماعي والاصلاح الحضاري والتغيير الكوني هنا لا مساومة ولا هامش سماح وإنما حرب ضروس هنا سوف يطلق الكل عليك الرصاص وقد يأتيك الرصاص من قوى سياسيه داخل بلدك الإسلامي نفسه .
مصطفي محمود