حين نحلم ونحن أيقاظ
2 من أصل 3
ويجري كل هذا في الكامنة؛ أي: العقل الكامن من حيث لا نجهد؛ لأن كل حركة من حركاتنا، وكل فكرة من أفكارنا تنحو هذا النحو، وهو تحقيق الخيالات التي نحلم بها في أوقات اليقظة والنوم؛ لأن هذه الخيالات توحي إلينا الأفكار والخواطر التي تؤدي إلى تحقيق الحلم الذي نحلمه.
ولكن إذا تركنا أحلام اليقظة تجري عفوًا بلا قيد فإننا نرى أنها تسخف، أو تنتهي إلى تفريج للكظوم المختلفة التي نلقاها في النهار وقت العمل ولهذا التفريج قيمته التي لا تنكر في التخفيف من القلق والكرب والضيق، ولكنه سلبي لا ينضج الشخصية ولا يرقي النفس.
ولذلك يجب أن يكون لناشيء من الضبط والرقابة على أحلام اليقظة؛ حتى لا تتمادى في خيالات سخيفة، مثل خيالات جيته بشأن أبيه الأمير، أو خيالات مستحيلة كما يحدث حين يتخيل أحدنا أنه ملك، أو قائد جيش، أو ثري يملك الملايين.