حَوَّاء 3 – 5
مروة السنوسي
تعود إلى الماضي مستخدمة مقامات الحريري، النص الذي يعود للقرن الثاني عشر ويصف الحياة اليومية للعراقيين في ذلك الوقت، وتجسد كهرمان مواقف جميلة من الحياة الحقيقية، وطرزتها بكتابات لتوضيح اللوحات، التي لم تكن جميعها مبتهجة أو حزينة، جدية أو اعتيادية. إذ كانت بحالة من النسيان مثل صاحبتها المهاجرة. فرسمت شخصياتها من دون أي خلفية أو سياق معين، وسط تدفق من المعاني والكلمات، لا تمت لهنا أو هناك ونساؤها يخسرن ولكنهن في الوقت نفسه يكسبن المعرفة، فتنظرن إلى أنفسهن على أنهن لسن بالمختلفات، مثل عابر السبيل الذي لا يتوقف، والذي يحصل من الماضي، على القليل من الأسرار.
وهناك أعمال تحطم الصورة النمطية للمرأة الشرقية حيث تقلب معايير المستشرقين الذين طالما اتخذوا من المرأة العربية مثالًا هامدًا ذا وقفة فلكلورية حيث تبعدنا صور الفنانة التونسية مريم بو دربالة عن القوالب الجاهزة التي تظهر فيها المرأة، فيرتكز العمل الفني لبو دربالة حول التصوير الفوتوغرافي الذي وظفت فيه جسدها كأداة تشكيلية في أعمالها لتبديل بعض التصورات المسبقة في العالم العربي عن المرأة. فقامت بالنقد والتعليق على الصور الاستشراقيةللينرتولاندروك، من خلال دمج أصلها وثقافتها باستخدام الأزياء والحلي، فلفت جسدها بملابس تقليدية، تغطي جزءًا منه وتعري جزءًا آخر، للبحث عن هويتها، «أغطي لأكشف، أستر لأظهر، أخفي لأبرز»، كما تمنح الجسد حقه في التعبير عن كيانه فهي تبرزه كموضوع مادي.
فنانون أعادوا الاعتبار للمرأة الشرقية وآخرون تحدوا الرجال في عقر دارهم ومنهم أيضا من عاش معاناتها في مجتمع لم يدرك قيمتها
وهناك فنانون استخدموا المرأة ليقوموا بإسقاطات على المجتمع، فأعمال المصور الفوتوغرافي الإيراني باباك كاظمي التي تتسم بالغرابة حيث يمزج السريالية فيها باستخدام ما يعرف بتقنية طباعة البترول، وفيها تغمس الصور الفوتوغرافية في المنتجات البترولية مقدمًا صورًا لفتيات يطويهن السجاد الإيراني وأخريات يخرجن من منه،