خبير اقتصادي ل”سيِّدتي”: هذه حقيقة إغلاق المولات في السعودية
إعلان صادم لعدد من العلامات التجارية ومحلات التجزئة الأمريكية الكبرى عبر مواقعها الإلكترونية معترفة بفشل صمودها أمام مواقع البيع الإلكترونية ومعلنة الاستسلام والانسحاب من الأسواق التجارية الأمريكية إما بالإغلاق التام لمعارضها أو لعدد كبير منها، ومنها: محلات “The Limited” التي وضعت يوم أمس السبت رسالة على موقعها الإلكتروني، وودعت فيها عملاءها نهائياً على أرض الواقع، وكتبت فيها “We’re sad to say that all The Limited stores nationwide have officially closed their doors. But this isn’t goodbye.” The website will still be up and running and will continue to ship nationwide.”
كذلك حملت محلات “Macy’s” الشهيرة أخبارها السيئة للمتسوقين بإعلانها عن إغلاق 68 من محلاتها المنتشرة في أنحاء أمريكا، وتبعها إعلان شركة “سيرز SHLD” عن إغلاق أكثر من 150 من معارضها، ومن المتوقع أن ينطبق الأمر نفسه على محلات وشركات أخرى، مما قد يؤثر على عملية التسوق الواقعي.
فإذا كانت هذه الشركات الأمريكية الضخمة بحجمها وتاريخها في هذا المجال قد أعلنت هذا الاستسلام، وعلى ما يبدو أن “الحبل على الجرار” بشكل يومي، فهل ستنتقل هذه العدوى للأسواق السعودية وتتأثر أيضاً الشركات بعالم التسوق الإلكتروني وتبدأ بالانكماش حتى تختفي وتنقرض المولات من المجتمع السعودي وتصبح مجرد ذكريات نرويها لأحفادنا ونخبرهم بأن هناك شيئاً كنا نطلق عليه اسم “مول”؟ وكم سيستغرق اختفاء المول من حياة السعوديين؟
أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور مقبل الذكير في تصريح خاص ل”سيِّدتي” قال: الواقع أكبر شاهد على النمو المتسارع والضخم للتجارة الإلكترونية، وهذا طبيعي في عصر الاتصالات وثورة التكنولوجيا الحالية، والمستقبل بالفعل سيكون للتجارة من خلال الإنترنت في مختلف المجالات الحياتية من محلات التجزئة والسياحة والطيران وحتى البنوك وغيرها، وستبدأ المحلات الواقعية بالتقلص تدريجياً وإغلاق أبوابها، وسيعتمد الجيل الجديد وجيل المستقبل على هذا النوع من التجارة، وبالفعل الأرقام تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، فإحدى الإحصائيات الحديثة أظهرت أن 66% من السعوديين يتسوقون من خلال الإنترنت، بينما ال44% المتبقية سيحتاجون لبعض الوقت فقط قبل التحول من الطريقة التقليدية لطريقة التسوق عبر الإنترنت، ويضيف: الأمر قد يتطلب وقتاً أطول في الوطن العربي منه في الدول المتطورة التي بدأت بالفعل تطبيق ذلك، وتقديراً قد يحتاج الأمر للتدرج عشر سنوات قبل أن تصبح هذه الطريقة الوحيدة للتجارة، ولكن بالنهاية سيضطر الجميع الاتجاه لذلك سواء أراد م لا، وقد لا تصل إلى 100% كاملة، ولكن ما تبقى سيكون مجرد عناصر محدودة وبسيطة، وسيكون تواجدها غالباً لخدمة التجارة الإلكترونية أيضاً، ولن يقتصر الأمر على الأسواق التجارية فقط، بل سيصبح أسلوب حياة عام.
ويوضح الدكتور الذكير قائلاً: رغم أن لهذا الأسلوب مزايا عديدة بجانب مواكبة لغة العصر، فالشركات ستقلص عدد موظفين ومصروفات الإيجارات وتكاليف الصيانة وغيرها، وبالتالي سيصبح سعر السلع أقل على المستهلك؛ نظراً لقلة الإنفاق، ولكن بالمقابل فالأمر لايزال يحتاج لوضع أنظمة وقوانين وبناء ثقة بين المستهلك وبين تلك المواقع ومراقبتها بشكل مدروس لحماية الطرفين في هذا النوع من التجارة وضمان لنجاحه بطريقة صحيحة وسليمة.