خبير سوداني: أسباب تصاعد أزمة “سد النهضة” مع مصر
قال حسان إدريس، الباحث السوداني في شؤون القرن الأفريقي، إن غياب مصر عن أفريقيا هو السبب الحقيقي وراء المشاكل الحالية حول سد النهضة.
مصر ترد على تصريحات الخارجية السودانية بشأن سد النهضة
وأضاف إدريس، في اتصال مع “سبوتنيك”، اليوم الثلاثاء، أن “الأزمة مع أديس أبابا لم تبدأ اليوم، بل بدأت بعد تقرير اللجنة الدولية في عام 2013، الذي تم مناقشته علناً في القصر الجمهوري إبان حكم الرئيس السابق محمد مرسي، وهو الأمر الذي أثار مشاعر الإثيوبيين وتخوفوا من نوايا مصرية تهدف للقضاء على السد، كما قال بعض الحضور في هذا الجتماع”.
وتابع إدريس، أن “الدور المصري لم يعد موجودا في القرن الأفريقي منذ عام 1995، وهو الأمر الذي جعلها بعيدة عن السياسات وصنع القرار في القرن الأفريقي، فلو كان هناك دور مصري في تلك المرحلة لكانت القاهرة اليوم هى التي تقوم بالإشراف على بناء السد ومنشآته، وفقاً لما لديها من خبرة في هذا المجال منذ إنشاء السد العالي في الستينات، ووفقاً للبدائل التي لا تضر بمصالح مصر المائية”.
وشدد إدريس، على أن الاتهامات المتبادلة بين الجانبين المصري والإثيوبي “لن تزيد الأمور إلا تعقيداً، ويجب على مصر أن تسترجع دورها الأفريقي، فكل ثورات التحرر الأفريقي كانت تنطلق من القاهرة”.
وأكد أن “على مصر أن تعود للقارة الأفريقية بدلاً من التحكيم الدولي وتبني جسور الثقة من جديد، لأن الإثيوبيين كانوا يرون في مصر المرجع الأساسي لهم، فقد كان بطريرك الكنيسة الإثيوبية يتم تنصيبه من الإسكندرية، وكان الطلبة الإثيوبيين يدرسون في الأزهر، فكانت السمات والترابط المشترك كثير بين الجانبين، فالقاهرة وأديس أبابا في حاجة الآن لمد جسور الثقة أكثر من أي وقت مضى”.