خرافة القرار المنعزل

خرافة القرار المنعزل :

خرافة القرار المنعزل (2)

القرار المنعزل كما يراه درگر هو أمر لا معنى له مثل ذرة غبار في الصحراء   ، وعلى الرغم من أنه يحظى
بالكثير من الترحيب إلا أن فكرة إمكانية أن يكون «   ومضة من استلهام أو قرار فيه سبق اکتشافي   » في معزل
عن شيء من الدوافع الماضية هو تجريد يفهم على سبيل الخطأ   . القرارات الأصيلة لا تخضع لكثير من مثل
هذه التجزئة المهندمة   ، ” فكل قرار هو بالضرورة جزء من بنية قرارية ” . إذا أمعنا النظر في القرارات
الشخصية الرئيسة في حياتنا على سبيل المثال وجدنا أنها لا   تعيش في الفراغ   ، ولذلك   فإن درگر وصف   ،
صنع القرار على الرغم من أنه يتألف من مراحل كعملية لا تتميز ببداية واضحة أو نهاية   . الشيء الذي يبدو
في مظهره قراراً منفرد اً يتبين عند التدقيق فيه أنه متوأم مع خيوط الفهم الشخصي للحقيقة والقيم العائلية
والعرف الاجتماعي   ، وهذا غيض من فيض المدخلات المبرمجة التي تحدد الخيارات التي يمارسها الأفراد   .
هذه الخلفيات والخبرات المتباينة تساعد على تفسير مختلف استجابات المدراء على اختلاف أوطانهم في تقرير
المشاكل المشابهة ، وبالاختصار فإنه ” لا  يوجد في واقع الحال قرارات منعزلة تخص أحد الأشخاص أو
إحدى المنتجات   ، وكل قرار يتصدى لتحمل المخاطر يحدث أثراً في جميع ماسواه   ، وليس هناك قرار منعزل
من حيث زمانه   ، وكل قرار يمثل نقلة في لعبة الشطرنج فيما عدا الغموض الذي يلف قواعد المنشآت التجارية
، إذ لا توجد ( رقعة   ) ولا تتميز أحجار الشطرنج بهذه الدقة ولا هي قليل عديدها أيضا ً ، وكل نقلة تفتح
بعضاً من فرص المستقبل وتغلق أخرى   ، ولذلك فإنها تسبب التزاماً إيجابي اً أو سلبي اً ” .
 

m2pack.biz