خصائص الشعر السياسي
بعد تعريف الشعر السياسي، يجب الوقوف على أهمّ الخصائص المضمونيّة والفنيّة في الشعر السياسي بوصفِه شعرًا يعبّر عن الأوضاع السياسية، وموقف الناس والشعراء منها في العصر الحديث، وقد ساعدت الحركات السياسيّة وتعدُّد الأحزاب في ظهور هذا الشعر، ومن أهم خصائصه:
اهتمام الشعراء بالحديث عن الاستعمار الغربي، ومحاولة الثورة عليه، بهدف تحرير الأوطان العربية منه، وكذلك فقد جاء الشعر في بدايات هذا العصر مصورًا أحوال الشعوب في ظلّ الاستعمار السياسي، ومدى حرمانهم من الحقوق السياسية والعيش الكريم، وهذا الأمر أدى إلى ظهور لونين جديدين من الشعر هما الشعر السياسي الوطني، والشعر الاجتماعي.[٤]
ظهرت النزعة القومية والثورية، بوضوح في هذا الشعر، فكانت الدعوة إلى الثورة، والتحرر الوطني، والاستقلال من المستعمر من أهم الرؤى والموضوعات في هذا الشعر، ويتصل بذلك رفض التجزئة، والدعوة إلى الوحدة، والاهتمام بالشعر الوطني، والتركيز على تعلق الشاعر بوطنه، وهذا أدّى إلى ظهور الشعر الملتزم، فالالتزام في الأدب يعني أن يعبر الشاعر عن تطلعات أكثرية الناس في المجتمع، ويتحدث بلسانها.[٥]
تعمق الإحساس بضرورة الانتماء الاجتماعيّ والسياسيّ لدى الادباء والمثقفين، مما دفعهم إلى كتابة الأدب بلغة بسيطة تفهمها العامة، وتتجاوب معها الخاصة، وهدف ذلك هو جعل الأدب مرتبطًا بالشعب معبرًا عنه.[٥]
وقد كان الشعر العربي الحديث يجمع بين التقليد والتجديد في خصائصه الفنية، وهذه الخصائص جميعها تشكّل معًا جزءًا لا يتجزأ من تعريف الشعر السياسي.