خط الاستواء
كما أسلفنا في بداية المقال فإن خط الاستواء هو خط وهمي، يتلفّ حول الأرض بشكل أفقي ويصنّف من ضمن دوائر العرض التي تحدّد الفصول الأربعة، وهو يأخذ القيمة صفر ويعتبر المرجعية الأساسية في تحديد المناخ في جميع العالم.
يقسم خط الاستواء الكرة الأرضية إلى قسمين متساويين الأول نصف الكرة الشمالي والثاني نصف الكرة الجنوبي، وكلما كانت المنطقة قريبة من خط الاستواء تقلّص الفارق بين الفصول الأربعة، وأصبح المناخ يميل إلى ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام بحيث يكون المناخ صيفيًا دائمًا يتخلله إمّا جو صيفي رطب أو جو صيفي جاف، والسائد في المناطق التي تقع على خط الاستواء مباشرة أن أجواءها تكون دائمة الرطوبة واحتواء تلك المناطق غالبًا مسطّحًا مائيًا، وبالتالي تعتمد رطوبة المناخ من جفافه على حسب قربها من البحار أو المحيطات وكذلك مدى ارتفاعها عن سطح البحر. بينما كلّما ابتعدنا عن خط الاستواء سواء باتجاه الشمال أو الجنوب يميل المناخ إلى الاعتدال ويكون هناك تباعد بين الفصول الأربعة، إلى أن يتطرّف في البرودة كلّما اتجهنا نحو قطبي الكرة الجنوبي أو الشمالي، مثل مناطق شمال كندا التي تكون في شتاءٍ دائم بسبب بعدها عن خط الاستواء وقربها من القطب المتجمّد الشمالي في أقصى شمال الكرة الأرضية، ويقتصر فصل الصيف فيها على أسبوعين فقط أو نحوه، بينما المناطق القريبة من القطب المتجمّد الجنوبي غير مأهولة بالسكّان لتدنّي درجات الحرارة بشكل لا يتوافق مع الحياة البشرية.
سبب تسمية خط الاستواء بهذا الاسم ممّا سبق فإن خط الاستواء يقع في منتصف الكرة الأرضية وعنده يستوي الليل مع النهار، بحيث تكون الأربع وعشرون ساعة على مدار اليوم موزّعة بشكل متساوٍ ما بين الليل والنهار، فيكون النهار اثنتي عشرة ساعة والليل مثله، وهو السبب في تسمية خط الاستواء بهذا الاسم حيث تكون المناطق الواقعة عليه متساوية في عدد ساعات النهار والليل بغض النظر عن الفصل المناخي، فهو يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين متساويين وكذلك اليوم يقسمه إلى قسمين متساويين وبشكل ثابت على مدار السنة.
الأمطار الاستوائية المناطق التي تقع على خط الاستواء تتميز بهطول الأمطار على مدار العام وبشكل يومي وفي ننفس الموعد، وهي من الظواهر المناخية التي تتفرّد بها المناطق الاستوائية، حيث ترتفع درجة حرارة الهواء الملامس لسطح الأرض في تلك المناطق، وأهم ما يميّز الهواء الساخن أنه خفيف الوزن الأمر الذي يدفعه إلى الارتفاع إلى الأعلى، وبصعوده إلى طبقات الجو العليا تنخفض درجة حرارته ما ينتج عنه تكاثفه وبالتالي سقوط الأمطار الرعدية. والأمطار الاستوائية مفيدة جدًّا للقطاع الزراعي، لا سيما لزراعة المحاصيل التي تحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة مع كمية كبيرة من المياه مثل محاصيل البطاطا والذرة والأرز والمانجا..
—————