خليط التحليل والإدراك 1من اصل3
درگر فذ فريد . كثيرون من المراقبين الاجتماعيين موهوبون في التحليل أو في الإدراك، ولكن درگر استثنائي
فيهما معاً . هذه المهارات في الحقيقة واضحة . يتطلب التحليل موهبة للتقصي المنظم والتنظيم مضمون
المواضيع ، والإدراك يعتمد على القدرة على تطوير رؤى وأفكار ثاقبة من الخبرة الشخصية والمباشرة . إذا
ابتعد نواس الملاحظة في حركته النوسية إلى مدى أكبر نحو زيادة في تحليل الحقائق ذات الصلة بالمعلومات
واجه الملاحظ خطر العمى بفعل الكثير من البيانات فلا يرى بالنتيجة شيئا ً ، وإذا ناس أبعد مما هو مطلوب
في الاتجاه الآخر وانتقص من احترام العالم تعرض الملاحظ الخطر تطوير مفاهيم تخلو من المادة وتتفسخ إلى
العدم . التحليل والإدراك كلاهما مهمان ولكن ليس في حدودهما القصوى . أما درگر فقد بلغ حد التوازن .
عرض درگر في دراسة كل أمر على حدى قدرة العالم التاريخي التحليلية التي تسبر الأغوار في تقصي
بيانات الماضي وفرزها . كان يزيد من مهاراته الإدراكية بفضل حبه للاستطلاع واهتماماته المتعددة
كصحفي . إن ترجمة هذه القدرات التحليلية والإدراكية إلى حقيقة تتطلب أيضاً مهارة على أعلى مستوى في
حرفة الكتابة . حصيلته الهائلة من الكتب والمقالات والتقارير الاستشارية والروايات هي البينة على مهارته في
الاتصالات وجودة الأعمال . علق ذات يوم بأن الكتابة كانت موهبته الحقيقية الوحيدة ، وقد يخالفه الناس فيما
كتب ولكنه نادراً ما يسبب لهم الارتباك .
طرح دركر الكثير الوافر من المفاهيم والأفكار الإدارية من خلال مزجه قدرة تحليلية من أجل
فصل حبة القمح عن قشرتها بمفهوم إبداعي ، وإذا لم يكن قد رسخ معظم أساسيات مبادئ
الإدارة الحديثة فقد أرسى طلائعها بالتأكيد .