خليط التحليل والإدراك 3من اصل3
وقدم في كتابه الرؤية البيئية وعلاقتها بالكائنات الموجودة فيها The Ecological Vision خلاصة
بليغة عن الأسباب العقلانية الفكرية لدمج مواضيع مختلفة :
عندما يسألني أحدهم ما هي مهنتي أقول إني أكتب ، وهذا صحيح من الناحية الفنية ، فمنذ أن بلغت
العشرين من عمري كانت الكتابة أساساً لكل شيء فعلته فيما سواها ، كالتعليم وتقديم المشورة . ولكن
عندما يسألني الناس : « عم تكتب؟ » أراوغ لأتملص من الجواب . لقد كتبت كثيراً عن الاقتصاد
ولكني لست بالتأكيد عالم اقتصاد ، وكتبت كثيراً عن التاريخ ولكني لست بالتأكيد عالم تاريخ ، وكتبت
الكثير عن الحكومة والسياسة ، ورغم أني بدأت كعالم بالسياسة ولكني خرجت منذ أمد بعيد من هذا
المجال ، كما أنني لست عالم اجتماع وفق تعريفه الحالي . غير أني أعرف بصورة جيدة جداً ولسنوات
طويلة ما أحاول أن أفعله . إنني أعتبر نفسي عالم بيئة اجتماعي وعالم بما فيها من أحياء ، وأنا أهتم
ببيئة الإنسان التي صنعها الإنسان .
لقد أدرك دركر أن المشوار طويل أمام ممارسة خلطة بين معارف مختلفة وتكوين أشكال ذات صلة
بمواضيع البحث قبل أن تتطور هذه الخلطة إلى نظرية مقبولة ، إلا أن كاتبة واحدة على الأقل هو
تيودور ليفيت Theodore Levit من جامعة هارفرد Harvard University خلع على درگر مدحاً
عظيم اً بسبب جهوده في هذا الخلط ولأنه أوجد هذه الصورة كبيرة الشمولية ، وقارن حصيلة درگر في
الإدارة بأعمال بعض عمالقة الفكر في الحضارة الغربية ، ووجد أن « التفجر الموسوعي الذي أحدثه
درگر في مهام الإدارة ومسؤولياتها وممارساتها يقدم معني ويلقي ضوء على موضوعها ويتجاوز
الموضوع ذاته ، وهو في ذلك مثل نيوتن Newton وسميث Smith ومارکس Marx وفرويد
Freud داروين Darwin و آخرين » .