خمريات صريع الغواني

خمريات صريع الغواني

خمريات صريع الغواني

إنَّ مصطلح الخمريات يعني الشعر الذي قيل في وصف الخمر، أو في وصف الحالة الشعورية التي يعيشها الشاعر الذي اشتهر بكتابة الخمريات، ولعلَّ أكبر شعراء الخمريات هو أبو نواس، الذي اشتهرت بكثرةِ خمرياتِهِ وقوتِها، ومن شعراء الخمريات الذين استطاعوا أن يجاروا أبا نواس في هذا النوع من الشعر هو صريع الغواني مسلم بن الوليد الذي اشتهر بعدد من خمرياتِهِ وهي: [٣]
قال في إحدى خمرياتِهِ:
أَريقاً مِن رَضابِكَ أَم رَحيقا رَشَفتُ فَكُنتُ مِن سُكري مُفيقا
وَلِلصَهباءِ أَسماءٌ وَلَكِنْ جَهِلتُ بِأَنَّ في الأَسماءِ ريقَا
وقال أيضًا:
طَرَقَ الخَيالُ فَهاجَ لي بَلبالا أَهدى إِلَيَّ صَبابَةً وَخَبالا
أَنّى اِهتَدى حَتّى أَتاني زائِراً مُتَنَكِّراً يَتَعَسَّفُ الأَهوالا
بِأَبي وَأُمّي مَن طَلَبتُ نَوالَهُ إِذ زارَني فَأَبى عَلَيَّ دَلالا
لَو أَنَّهُ خَلَطَ الدَلالَ بِنائِلٍ فَأَنالَنا كانَ الدَلّالُ حَلالا
بارَزتُهُ وَسِلاحُهُ خَلخالُهُ حَتّى فَضَضتُ بِكَفِّيَ الخَلخالا
هَذا الخَيالُ فَكَيفَ لي بِمُنَعَّمٍ رودِ الشَبابِ تَخالُهُ تِمثالا
صَمَتَت خَلاخِلُهُ وَغَصَّ سِوارُه وَالقُلبُ وَاِضطَرَبَ الوِشاحُ وَجالا
ما زالَ يَدعوني بِمُقلَةِ ساحِرٍ مِنهُ وَيَنصِبُ لِلفُؤادِ حِبالا
حَتّى خَضَعتُ لِحُبِّهِ فَاِقتادَني وَأَذَلَّني بِصُدودِهِ إِذلالا
جَلَبت دُموعي عَبرَةٌ مِن زَفرَةٍ شَجَتِ الفُؤادَ فَأَسبَلَت إِسبالا
كَسَبَت لِقَلبي نَظرَةً لِتَسُرَّهُ عَيني فَكانَت شَقوَةً وَوَبالا
ما مَرَّ بي شَيءٌ أَشَدُّ مِنَ الهَوى سُبحانَ مَن خَلَقَ الهَوى وَتَعالى
يا رُبَّ خِدنٍ قَد قَرَعتُ جَبينَهُ بِالطاسِ وَالإِبريقِ حَتّى مالا
إِبريقُنا سَلَبَ الغَزالَةَ جيدَها وَحَكى المُديرُ بِمُقلَتَيهِ غَزالا
بَينا نَرى الساقي بِأَحسَنِ حالَةٍ إِذ مَدَّ حَبلاً لِلفِرارِ طِوالا
نادَيتُهُ اِرجِع لا عَدِمتُكَ فَاِسقِنا وَاِرفِق بِكَأسِكَ لا تَكُن مِعجالا
نَفسي فِداؤُكَ مِن صَريعِ مُدامَةٍ مالَت بِهامَتِهِ الكُؤوسُ فَمالا
فَمَضى عَلى غُلَوائِهِ مُتَحَيِّراً سُكراً وَما أَلقى لِقَولِيَ بالا
هَذا النَعيمُ فَكَيفَ لي بِدَوامِهِ أَنّى يَدومُ وَعَيشُهُ قَد زالا
وقال صريع الغواني أيضًا:
صَفراءَ مِن حَلَبِ الكُرومِ كَسَوتُها بَيضاءَ مِن صَوبِ الغُيومِ البُجَّسِ
مُزِجَت وَلاوَذَها الحُبابُ فَحاكَها فَكَأَنَّ حِليَتَها جِنِيُّ النَرجِسِ
وَكَأَنَّها وَالماءُ يَطلُبُ حِلمَها لَهَبٌ تُلاطِمُهُ الصَبا في مَقبَسِ
جَهِلَت فَدارى جَهلَها فَتَبَسَّمَتْ عَن مُشرَبٍ لَونَ الشُهولَةِ أَعيَسِ
وَالناسُ كُلُّهُمُ لِضِنيٍ واحِدٍ ثُمَّ اِختِلافُ طَبائِعٍ في أَنفُسِ
حَتّى إِذا نَضَبَ النَهارُ وَأُدرِجَتْ في اللَيلِ شَمسُ نَهارِهِ المُتَوَرِّسِ
ساوَرتُهُ فَاِمتَدَّ ثُمَّ تَقَطَّعَتْ أَنفاسُهُ في صُبحِهِ المُتَنَفِّسِ
وَالعيسُ عاطِفَةُ الرُؤوسِ كَأَنَّما يَختِلنَ سِرَّ مُحَدِّثٍ في الأَحلُسِالمراجع[+]
↑ المذاكرة في ألقاب الشعراء, ، “www.shamela.ws “، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-11-2018، بتصرُّف
↑ مسلم بن الوليد, ، “www.marefa.org “، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-11-2018، بتصرُّف
↑ العصر العباسي: صريع الغواني, ، “www.adab.com “، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-11-2018، بتصرُّف

m2pack.biz