خمس دول أفريقية تتفق على تشكيل قوة مشتركة لمكافحة الإرهاب
أعلنت خمس دول في منطقة ساحل أفريقيا اتفاقها على تشكيل قوة موحدة “لمكافحة الإرهاب”.
اتفق قادة دول مالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا على قرار تشكيل القوة التي ستتفرغ لمواجهة “الجماعات الجهادية” في المنطقة.
وقال الرئيس التشادي إدريس ديبي إن الدول المشاركة ستسعى للحصول على تمويل للقوة المشتركة من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنها ستوفر على أوروبا الزج بجنودها في عمليات في أفريقيا في وقت “يتنامى فيه خطر الإرهاب”.
جاء الاجتماع الذي ضم الرؤساء الخمسة بعد أسابيع من هجوم “انتحاري” شنه “متشددون” في معسكر للجيش قرب مدينة جاو في مالي، خلّف نحو 80 قتيلا.
ومن جانبه قال الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية السفير أحمد حجاج ل”سبوتنيك”، إن الخطر الإرهابي يتزايد بشكل كبير في أفريقيا في الفترة الأخيرة، وهذه ظاهرة جديدة هناك، بينما كانت هناك نزاعات مسلحة بين دول مختلفة أو من قبل الثوار، لكن تنامي الإرهاب بهذه الصورة أمر جديد على القارة الأفريقية مثل الصومال ونيجيريا.
الإرهابيون في تونس يستخدمون الحمامات العامة لاجتماعاتهم السرية
ورأى حجاج أنه يجب على الدول الأفريقية التعاون مع بعضها ومع الدول الأوروبية لمكافحة هذا الإرهاب
وأوضح حجاج في حديثه لبرنامج “ملفات ساخنة” على “راديو سبوتنيك”، أنه من الضروري قيام القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب التي دعت إليها خمس دول أفريقية هي مالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا؛ إذ أن هذه الدول تعد دول جوار لبعضها.
وكشف حجاج أن فرنسا لها صلة وثيقة بتشكيل تلك البلاد الخمسة لقوة مشتركة لمكافحة الإرهاب، حيث أن فرنسا تمتلك قاعدة عسكرية قوية في مالي تقوم بمواجهة الحركات الإرهابية التي تحاول اختراق الحدود المالية
وقال حجاج: “أعتقد أن فرنسا ستتبنى هذه الفكرة لدى الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات عسكرية ولوجيستية أو لتدريب قوات من هذه الدول الخمس
وحول عدم إشراك ليبيا في هذه القوة المشتركة، أوضح السفير أحمد حجاج أن ليبيا حتى الآن لا يوجد فيها جيش إلا الجيش الكائن بالمنطقة الشرقية تحت قيادة المشير خليفة حفتر، أما المنطقة الغربية من ليبيا لا يزال هذا الأمر فيها مبعثر بين جماعات متشددة تحاول السيطرة على مفاصل الدولة في طرابلس ومنها الوزارات والهيئات الحكومية؛ لذلك لا يمكن الاعتماد على مشاركة قوية من ليبيا، لكن قد تنضم ليبيا إلى تلك القوة المشتركة في المستقبل
وقال حجاج: “أظن أن فرنسا رأت أن تكون هذه الدول هي المشاركة فقط للقوة المشتركة لمكافحة الإرهاب لأسباب أولها أن هذه الدول تتحدث الفرنسية بإتقان، وثانيها توفر صفة الجوار لبعض هذه الدول، وآخرها أن هذه الدول شاركت بالفعل في التصدي لمجموعات إرهابية بعينها مثل “بوكو حرام”.
ولفت حجاج إلى أن منبت هذه الفكرة أفريقي أوروبي “سيقوم فيها الجانب الأفريقي بتوفير القوات والجانب الأوروبي بالدعم التسليحي والتدريبي واللوجيستي، ولا ننسى أن هناك قواعد أمريكية في هذه المنطقة، ربما تؤدي مساعدات لهذه القوة الناشئة، وفقا لما التزم به الرئيس الأمريكي ترامب في حديثه عن أولوية مواجهة الإرهاب”
واختتم حجاج حديثه ل”سبوتنيك”، بأن مصر لديها تعاون عسكري مع هذه الدول، لكن لا يرقى لإرسال قوات أو المشاركة في هذه القوة الناشئة.
يذكر أن مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي تضم 12 ألف جندي بينهم مئات الجنود الأوروبيين.
أما فرنسا فقد نقلت 3 آلاف من جنودها عام 2013، لشن عمليات عسكرية ضد مقاتلين إسلاميين متشددين في مالي، إذ تضم منطقة ساحل أفريقيا عددا من الجماعات الجهادية بعضها موال لتنظيم القاعدة.