1من اصل2
كريم رفعت
خيوط من العصب المغزول تمثل بزخارفها وموتيفاتها قطعة من تراثنا بكل ما تحمله من مواطن جمال وطقوس وألوان مبهرة.. الكليم أهم وأبرز القطع التراثية التي يمكن تطويعها وتحويلها إلى الروح المعاصرة، بأفكار غير تقليدية.
بمجرد النظر إلى أي قطعة من الكليم ينتابك شعور بأنك تقف أمام لوحة فنية مبهرة من إبداع فنان قدير، فالكليم من الفنون الشعبية الأصيلة، التي تعبر عن ثقافة الشعوب وحياتهم البسيطة، فهو مرآة تعكس حياة من نسجه، كما أنه مزيج ناجح يجمع بين الحرفة اليدوية والفن معًا.
يشبه الكلين الذي يعود تاريخه إلى بلاد فارس نسيج السجاد وينتج من خيوط طولية تسمى «السداء» وهي عادة ما تكون من خامة الصوف، ولكن يتمثل الفرق بين الكليم والسجاد، في أن الكليم يصنع من نول أفقي، أما السجاد فينتج من نول رأسي، تتركز صناعة الكليم في مصر بعدة أماكن اشتهرت تاريخيًا بإنتاجها له، وأبرزها مناطق الحرانية وكرداسة وفوه والفيوم، وعلى الرغم من ظهور الكليم المصنع آليًا بالنول الميكانيكي والذي يمتاز بانتظام المقاسات ووفرة الإنتاج فإن الكليم اليدوي يظل هو الأكثر قيمة والأغلى ثمنًا، وذلك لأن كل قطعة من الكليم المصنع بالنول اليدوي تعد بمثابة تحفة فنية أصيلة غير قابلة للتكرار، بالإضافة إلى أن الكليم اليدوي يأخذ وقتًا طويلًا لإنتاجه.
يتمتع الكليم بالعديد من الموتيفات والرموز والزخارف الهندسية التي تدل على معانٍ مختلفة، فمثلًا الموتيفة التي تأخذ شكل مثلثين متقابلين برؤوسهما يمكن تفسيرها على أنها تمثل تعويذة لتوفير الحماية من الأرواح الشريرة، وعندما تتجه قمة المثلث لأعلى فإنه يمثل الرجل أو أي «شيء مذكر» والعكس عندما يتجه المثلث لأسفل يعبر عن المرأة أو المؤنث، أما الزخارف التي تحمل أشكالًا للطيور فترمز إلى فكرة الطيران التي طالما استحوذت على خيال البشر، كما أنها تعكس الرغبة في الحرية والانطلاق.