دلائل اللون الأسود في العموم
تعددت دلائل اللون الأسود بتعدد الأزمنة والأمكنة والثقافات، بل تعددت في الزمان والمكان والثقافة الواحدة شأنها شأن جميع الألوان الأخرى. ففي المجمل، اتخذ اللون الأسود وضعا خاصا في عصر الحداثة بعد اختراع آلة الطباعة على يد يوحنا جوتنبرج عام 1447م، ذلك أن اللون الأسود صار لون الكتابة ولون الثقافة والفكر. فباللون الأسود تطبع الصفحات البيضاء بمئات الحروف منه.
كما وُصم اللون الأسود أيضا بدلالات العنصرية، ذلك لما لها من ذاكرة أليمة عميقة دوّى سوء سمعتها في جنبات التاريخ. إذ أن دلائل اللون الأسود لكثير من الشعوب الأفريقية التي اكتوت بنيران الاستعمار والاستعباد والاسترقاق_ هي قرينة العنصرية والتمييز والاستهجان والنبذ. وهذه أيضا من دلائل اللون الأسود التي واكبت عصر النهضة والحداثة بما واكبها من مشروعات استعمارية استعرضت مقدرات الشعوب المقهورة، سواء كانت مقدرات طبيعية أو بشرية.
ومن دلائل اللون الأسود في العموم أيضا، الفخامة والرصانة، حيث أخشاب الآبنوس رفيعة الجودة والمتانة، ومنها تصنع قطع الشطرنج القيّمة والثمينة، كما تصنع التماثيل والمنحوتات، وتصنع منها أيضا مفاتيح البيانو عالي الجودة والرصانة، كما تصنع منه الأثاثات الفاخرة. كما أن من علامات الرصانة والفخامة الغرانيت الأسود الذي تحلى به مداخل وحمامات الأبنية الفخمة الفارهة.
ومن دلائل اللون الأسود أيضا الخصوبة، خصوبة الأرض؛ إذ أن التربة الخصيبة تتميز بلونها الأسود الواعد بالكثير من الإنتاج الزراعي كمًّا وجودةً. كذلك من دلائل اللون الأسود في العموم، الحزم و الرسمية، والشياكة، والغموض، والظلام.