دور شبكة الإنترنت في توفير العمل والعمالة
لكن إذا كان انتشار العلم وتطور أساليبه، قد أنتج لنا هذه الأعداد الضخمة من الحاصلين على الشهادات الدراسية المختلفة، والذين يعانون في نفس الوقت من تعطل استثمار مهاراتهم في الأماكن المناسبة لها، فإن هذا التطور ذاته هو ما أنتج لنا وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها شبكة الإنترنت، حيث تكون من خلالها أكبر سوق عمل مفتوح يضم شبكة علاقات ضخمة بين أصحاب الأعمال وراغبي العمل، فأزالت الحاجز والوسيط بين سوق العمل والمؤهلين له، كما أنها فتحت مجالات للعمل ليست فقط موازية للمجالات التي قد توفرها الحكومات، بل وتفوقها بمراحل من حيث اتساعها الذي أسقط الحدود والبلدان واللغة بين المتعاملين في هذا المجال، وأيضا من حيث التنظيم وتكافؤ الفرص وكثرتها، والحرية التي يتيحها العمل عبر الإنترنت لأصحاب الأعمال في اختيار من يقوم بإنجاز أعمالهم والحرية أيضا لمن يقوم بالعمل في اختيار العميل المناسب، إلى الحد الذي دفع الحكومات في بعض البلدان إلى اللجوء إلى فكرة تعيين موظفين إداريين من مواطنيها للعمل عن بعد في قطاع الشئون الإدارية على وجه الخصوص، لكنه في الوقت نفسه يستلزم بأن يكون لدى المتقدم مهارات سوق العمل بالتحديد في المجال المتقدم له.
والعمل الحر ليس فرصة لراغبي العمل فقط، وإنما هو أيضا طاقة ضوء كبيرة قد فتحت لرواد الأعمال خاصة أصحاب المشاريع الصغيرة الذين لا تسمح ميزانيتهم بتوظيف أفراد بالمعنى التقليدي أو حتى بتوفير مقر لشركاتهم، حيث أصبحنا نجد شركات ومشاريع كاملة متواجدة بشكل كامل على شبكة الإنترنت.
ومن هنا أصبحت مصطلحات العمل الحر Freelancing، والموظف المستقل Freelancer، والعمل عن بعد، مقترنة بشكل أساسي بذكر شبكة الإنترنت، بل ومن دعائمها الأساسية.