دوما
أمي الثكلى
أنا ظلك السرمدي قادم من الشمال
قادم لإنفض غبار الفاجعة عنك
هلمي إلى يدي وامسك بجديلة روحي
اخلعي الكفن الأبيض الشاحب عن نفسك
ارتدي قفطانك الأخضر كالسهول
اردفي كلماتك رصاصا تصيب القلوب الصماء
ولندفن عزرائيل مع كل أحبابنا
في السوق
كانوا يبيعون الخضار والحب
الملابس والقبل
ولكن نسينا .. أن سماءنا
بلا عصافير لترد الطائرات
وأن الخضار والملابس
الحب والقبل
لا يردان
الموت والحرب
المجازر والقنابل
أنا ابنك من الريح
اصرخ يا أبتي
العصافير وأوراق الصيف
ستحمل لي آهاتك المترددة كنحيب الشتاء
يا أبي الدوماني
أنا ابنك اليتيم من كوباني
والمجزرة تجمعنا في الحزن
مثل خندق صغير كالقبر
وسنمضي يدا بيد
لنصنع من الدموع بحرا
ومن الصراخ ريحا
ومن الخندق وطنا
يتحصن به الجميع
وعندما
تمتلئ الطرقات بالأشلاء والأعضاء
وتضيق المقابر بالأرواح
وتزدحم المشافي بالابتسامات الدموية
المفتوحة في الأجسام
عندها
سنفتح أبوابنا وقلوبنا للجميع
شاعر سوري
سليمان حنيف