عمارة زها حديد مستقبلية مختلفة ، ديناميكية و متجددة و تمثل مدرسة معمارية بذاتها و اتجاهاً متفرداً . و ليس من الضروري ظهور هويتها الشرقية العربية في أعمالها حيث إنها تعبر عما هو أعمق من ذلك بكثير كإقليمية الموقع . فهى دفعت بالعامرة عموماً إلى عالم جديد و آفاق مختلفة تماماً صنعت منها نجمة في سماء العمارة تحظى بهويتها الخاصة ، و أرى أننا مازلنا نحتاج غلى بعض الوقت كي نفهم كل خبايا و أسرار هذه العمارة .
أعتقد أن العمارة عموماً يجب أن تكون متماشية مع العصر و التكنولوجيا الحديثة حتى و إن عبرت عن الهوية المحلية .
طبيعي جداً أن تكون هناك محددات تؤثر على تصميم المبنى كالمحددات الطبيعية و محددات الموقع و لكنه من الممكن أن يتم التعبير عن الهوية المحلية بطريقة معاصرة مجردة .
ومن الجدير بالذكر أن ذلك هو ما قامت به زها حديد في أعمالها المعمارية ، و أقول ذلك من واقع خبرتي اللصيقة معها في مشروع ستون تاورز . فبالنظر إلى المشروع نجد أن فكرته الأساسية جاءت من طبيعة الموقع و إقليميته من الشجرة المتحجرة الموجودة في قلب الموقع بقوامها المختلف ، و مناخ المنطقة و عوامل النحر عبر السنين و كذلك في الأطار الإقليمي الذي يظهر مدى التأثر بالحضارة الفرعونية و مورفولوجية وادي النيل ، نرى ذلك كله في تشكيل الموقع العام و كذلك في تشكيل المباني و واجهتها .