‘رؤية يمنية في ادب الرحلات..’ لعبدالوهاب العمراني
بيروت ‘القدس العربي’: صدر في بيروت عن دار الرسالة الاصدار الثاني لكتاب ‘رؤية يمنية في أدب الرحلات … مشاهدات وانطباعات من الشرق والغرب’ للدبلوماسي اليمني عبدالوهاب محمد اسماعيل العمراني في حلة جديدة بمجلد فاخر وغلاف راق. وقد قدم له الدكتور عبدالعزيزالمقالح كما سطر الدكتور السفير حميد العواضي الإصدار الأخير والذين أشادوا بأهمية الكتاب باعتباره رافداً للمكتبة العربية واليمنية خصوصاَ والتي تفتقر لهذا النوع من الأدب ولاسيما وقد تناولت بالإضافة لتاريخ أدب الرحلات عند العرب دور اليمنيين في هذا الجنس من الأدب وقد صيغت مفردات الكتاب بتنسيق بديع وبعمق تاريخي واجتماعي وبأسلوب أدبي راق وجذاب…
تناولت الطبعة الاخيرة من كتاب (رؤية يمنية في ادب الرحلات.. مشاهدات وإنطباعات من الشرق والغرب) بتنوع زاخر وتطور في الشكل والمضمون ..فالاصدار الجديد في حلته الجديدة بغلافه المجلد الكلاسيكي الرائع وورق شوما وبعناوين ملونة سواء في المتن اوالحواشي الزاخرة بالتفاصيل..ومن حيث جوهر الموضوع. ففي هذا الاصدار إضافات من حيث عدد البلدان التي زارها المؤلف كما تم مراجعة ماعلق بالطبعة الاولى من اخطاء لغوية ومطبعية.ومما قاله الدكتور المقالح في مقدمته للكتاب:
‘ …ولا أخفي أن هذا الكتاب قد أمتعني وأضاف إلى معلوماتي الكثير مما كنت أجهله عن عدد من البلدان التي زارها مؤلفه السفير عبد الوهاب العمراني وأمضى في بعضها وقتاً كافياً يمده بما يرغب فيه من تكوين رؤية الباحث المتتبع لا الزائر السائح العابر الذي ينظر إلى واجهات المدن بل إلا إلى روحها وأبعاد مكوناتها الثقافية والحضارية وما يُشغل أبناءها من هموم وما تحركهم من آمال. وإنني ومعي ألوف القراء نغبطه على الظروف التي هيأت له القيام برحلاته الشرقية الغربية ومكنت له من الاطلاع الواسع على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلدان التي زارها أو أقام فيها أثناء عمله الدبلوماسي والتي استطاع خلالها أن يختزن في ذاكرته كما في يومياته جوانب مهمة من المشاهدات والانطباعات الواقعية’.
في المقدمة التي كتبها المؤلف أكثر من إشارة إلى أهمية الترحال وإلى ضرورة أن يكون الرحالة واعياً لهدفه باحثاً في البلدان التي يزورها كما يقول- عن القيمة والمعنى، وليس عن التسلية وشغل القارئ بالسطحي من الأمور وهذا ما يؤكد أنه كان قد استعد لذلك بقراءة قائمة من كتب الرحلات القديم منها والحديث ليتمكن في رحلاته الشرقية والغربية من تمثل القيمة والمعنى لهذه الرحلات، وأعتقد أنه نجح إلى حدّ بعيد فجاءت رحلاته تحقيقاً لأهدافه، كما جاءت لغة الكتاب بديعة تلقائية خالية من التكلف والتصنع يمكن للقارئ متابعتها بسلاسة ويسر، وكلما قطع جزءاً من الكتاب زاد شوقه إلى استكمال بقية الأجزاء. وبوصفي واحداً من أوائل قرائه أتمنى أن يواصل السفير عبد الوهاب العمراني كتاباته عن أسفاره الجديدة بالمستوى الأدبي الراقي وإخلاص الأديب المبدع . ‘ بينما اشار الدكتور السفير حميد العواضي بأهمية الكتاب واصفاه اياه بأنه اول كتاب بهذه الشمولية يتناول ادب الرحلات ودور اليمنيين فيه ومما قاله: ‘… ومن وجه آخر فإن المكتبة اليمنية تفتقر لهذه النوع من الكتب مقارنة بمجمل محتويات المكتبة العربية. ولعل السفير عبدالوهاب العمراني بكتابه هذا يعد أول مؤلف تناول بهذه الشمولية نطاقا واسعا من الدول والأماكن التي شملتها تلك المشاهدات أو في وصف أدب الرحلات كجانب نظري حيث تضمنت مقدمة الكتاب طرفا من تاريخ أدب الرحلات عند العرب وغيرهم منذ اقدم العصور وحتى عصرنا الحاضر. كما يحسب له أنه أوجز في هذا السياق دور اليمنيين في هذا الجنس من الكتابة.
يجول بنا الدبلوماسي من خلال سطور الكتاب برحلة في اصقاع متنوعة في العالم : بغداد، اسطنبول، اصفهان، تاج محل، جزر الملايو، سنغفوره .. ثم يذهب بنا غرباَ إلى المغرب الأقصى ويَجول بِنا في ازقة ومساجد فاس ومكناس وبوابات مراكش ويصعد بِنا الى مُدن الاندلس غرناطة وقرطبة وإشبيلية وغيرها فضلا عن مدريد تلك الحواضر العريقة التي يفوح منها عبق التاريخ العربي والإسلامي ثم يصعد بنا شمالاً إلى باريس بألقها ورقتها وبروكسل عاصمة أوروبا ثم يختتم الرحلات في أقدم المدائن وأجلها عاصمة الإغريق’.
تمت طباعة الكتاب في مؤسسة الرسالة للنشر والتوزيع في بيروت في مارس 2013 وسيوزع من قبل دار النشر في مكتبات العواصم العربية ومعارض الكتاب الدولية. وفي اليمن الموزع الرئيسي مكتبات دار الجيل الجديد بكل فروعها في اليمن.