رحلة عبر التاريخ بين المخطوطات النباتية(1-5)
لاشك أن للعلم خاصية التراكمية، تلك الخاصية التي لولاها لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه في شتى العلوم، ولأصبحنا ندور في حلقات مفرغة نيدأ من بدأ الأولون، وهذه الخاصية ما كان لها أن تؤتي ثمارها لولا هذه المدونات “المخطوطات” التي نقلت إلينا علم الساقين، من هنا ندرك قيمة تلك المخطوطات وأنها حجر الزاوية في تراكم العلوم، كما أنها وبحق شاهدة على جهود العلماء السابقين وعلى عبقريتهم…وإلا فليقل لي أحد كيف عرفنا الدورة الدموية لولا مخطوطات ابن سينا!!، وكيف عرفنا المعادلات الرياضية لولا مخطوطات الخوارزمي !!، وكيف عرفنا أبحاث الضوء لولا مخطوطات ابن الهيثم!!… الخ.. فهذه المخطوطات شاهدة على العصور التي خطت فيها، فهي تحمل عبق التاريخ ولذة الفوز بالإكتشاف، وبرهان أن للسابقين جميلا يتوق أعناقنا…
ونحن في مقالنا هذا نأخذكم في رحلة عبر تاريخ تلك المخطوطات وعملمائها لنكتشف ونستمتع سويا بهذا العالم.
ففي البداية نود أن نطرق بعض الشئ إلي تعريف المخطوطات؟ ومدى أهميتها؟ وهل نحن في حاجة إليها اليوم بالرغم من قدمها وتحقيق بعضها وطبعه؟
فالمخطوطات عبارة عن مؤلفات العلماء ومصنفاتهم، وهي لفظة محدثة بعد دخول الباعة لهذا لانجد ذكرا لهذه الكلمة- المخطوط أو المخطوطات- في كلام المتقدمين وإنما حدثت هذه اللفظة بعد دخول الطباعة، فأصبحت الكتب قسمين، مخطوطات وطبوعات…فما كان منها مكتوبا بخط اليد سمي مخطوطا وما طبع منها سمي مطبوعا.. فالمخطوط ما كتب باليد مطلقا. والآن سنلقي الضوء عن أهمية المخطوطات بصفة عامة والمخطوطات النباتية- موضوع حديثنا-بصفة خاصة…..