رسائل غسان كنفاني لغادة السمان
قصة حبِّ أسطوريّة حملتها أجنحة الدهشة، وارتفع بها براق الكلمات إلى سماء الحب السابعة، رسائل غسان كنفاني لغادة السمان ورسائل غادة السمان لغسان كنفاني، جسَّدت فكرة الحب الخرافية بأبهى صورها، فقد حملت رسائلهما أسلوبًا أدبيًا بلاغيًا يشي بإمكانيات أديب وروائي وقاص مثل غسان، ويكشف القدرات الأدبية التي حملتها الأديبة الروائية غادة السمان في عقلها وقلبها، كانت هذه الرسائل بين بيروت ولندن، بيروت حيث وجدَ غسان، ولندن حيث عاشت غادة، هناك بين قارتين بعيدتين مدَّا لبعضهما جسرًا من الكلمات مشتعلًا بحرارة الأحاسيس والمشاعر.
مثَّل غسان دور العاشق الولهان، الذي يحاول بشتَّى الوسائل الحصول على محبوبته وجذبها كما تجذب النار الفراشة، ليحترق بها ويحترقا معًا احتراقًا لذيذًا شهيًّا، وهو الذي كان يقول لها: “المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض”.
وكان يقول أيضًا: “أنت في جلدي وأحسك مثلما أحس فلسطين، ضياعهما كارثة بلا أي بديل!”
ومثَّلت غادة دور المرأة المتمنِّعة التي كلَّما استعصت على الرجل زاد الرجل عنادًا ومحاولات للحصول عليها، وقد أحسنت هذا الدور، ولم تكن تتوقع بوليسيّة المشهد التي كانت بانتظارها والتي صدمتها كما صدمت كلَّ العالم العربي بخبر استشهاد غسان عام 1972م، لتُختتم قصة الحب الأسطورية بينهما، ولتبقى غادة حتَّى اليوم تناشد أهل غسان أن يكشفوا عن كثير من الرسائل الضائعة التي أرسلتها هي إليه، بعد أن كشفت هي عن رسائله كلِّها وتمّ طباعتها مع ما احتفظت غادة به من رسائل ونُشرت في العالم العربي كلِّه. [٣]