عاد كرسي إلى جون بعد الانتهاء من المكالمة الهاتفية، التي أخبره فيها رئيسه أن يفضل عدم إبرام العقد على الإطلاق وخسارة الصفقة كلها عن قبول عرض جون الزهيد. ومن ثم، عادت إلى كريس بعض الثقة في نفسه- على الأقل بسبب معرفته الأساس الذي يستطيع الانطلاق منه.
وقد انعكس ذلك بصورة غير شعورية على لغة جسد كريس، فعلى الرغم من أنه ما يزال لا يشعر بالارتياح الشديد، فإن ملامحه قد ارتسمت عليها علامات الجمود والصلابة وأصبح صوته يحمل نبرة سيطرة وتحكم. وكذلك، فلم يعد يزعجه أن ينظر إلى عيني جون وهو يقول بهدوء: “آسف، ولكنا لا نقبل هذا العرض”.