رمضان وأنشودته الشهيرة.. فما معناها؟
ما إن بدأ إعلان نتيجة رؤية هلال شهر رمضان الكريم حتى بدأت مختلف القنوات العربية بعرض أغانٍ وأناشيد رمضانية قديمة متعارف عليها ومتوارثة جيلاً بعد جيل كجزء من التراث الثقافي العربي الأصيل، ومن ضمن هذه الأغاني التي تعرضها القنوات العربية باستمرار أغنية “وحوي يا وحوي… إياحا” المرتبطة بفانوس رمضان، وعلى الرغم من انتشارها وكثرة ترديد الناس لها، إلا أن المتوقف عند كلماتها يجدها غريبة وغير مفهومة إطلاقاً، فما قصة هذه الأنشودة؟ وما سر ارتباطها برمضان؟
للتراث الشعبي قصة جميلة يرى الكتاب أنها وراء كلمات هذه الأغنية نرويها لكم هنا:
يرجع البعض كلمات الأغنية لأيام الفراعنة على أرض مصر القديمة تحديداً في زمن احتلال الهكسوس لها، والذين عرفوا بهمجيتهم وعنفهم وصعوبة التصدي لهم، وقد اشتهرت في ذلك الوقت شخصية بإزرة، وهي زوجة الملك تاعا الثاني، والتي كانت تسمى “إياحا حتب”، وقد كانت امرأة باسلة مناضلة حرضت زوجها على رفع راية العصيان في وجه الغزاة، ولكنه مات، ثم انطلقت بعده لابنها الأكبر ليستكمل مشوار أبيه حتى مات أيضاً، ولم تهدأ عزيمة “إياحا حتب”، فدفعت بابنها الثاني “أحمس” الذي نجح فيما فشل فيه والده وشقيقه، وانتصر وطرد الهكسوس وحقق الاستقلال للبلاد، فأصبحت “إياحا حتب” رمزاً شعبياً لأهل مصر.
أما عن سر الكلمات فإن “إياحا” تعني عند الفراعنة “القمر”، أما “حتب” فمعناها “الزمان”، وبالتالي فالسيدة كان اسمها يعني “قمر الزمان”، وتعني كلمة “وحوي” الفرعونية “مرحباً أو أهلاً”، وتقديراً للتضحيات وللدور البطولي ل”إياحا” خرج المصريون حاملين المشاعل والمصابيح وهم يهتفون لها: “وحوي إياحا”، أي: “مرحباً يا قمر، أو أهلاً يا قمر”.
وهكذا أصبحت “وحوي إياحا” أو “أهلاً يا قمر” عادة لدى المصريين في استقبال كل قمر، وتم توارث العبارة حتى بعد الفتوحات الإسلامية لمصر، وأصبح هلال شهر رمضان الكريم مقترناً باسم هذه الملكة التي كان اسمها يعني “القمر”.