رندا

رندا

رندا
رندا

همت رندا بقطف وردة حمراء جميلة من إحدى شجيرات الورد، فقالت الشجيرة لرندا بضراعة: “لا تقطفي هذه الوردة فأنا أحبها أعظم الحب”
قطبت رندا جبينها، فقالت شجيرة الورد: “كان وردي قديما ذا لون أبيض ثم صار فيما بعد أحمر، واذا وعدتني ألا تقطفي من وردي حكيت لك عن السبب”.
قالت رندا بفضول: “هيا احكي كيف تحول لونك من أبيض إلى أحمر”.
قالت شجيرة الورد: “كنت في قديم الزمان كما قلت لك شجيرة ورد أبيض، وكان يقال عن وردي أنه يشبه الثلج وغيوم الصيف. وفي يوم من الأيام جاء رجل وقعد قريباً مني، وبكى بحرارة، فسألته عن السبب، فقال لي أن ثلاثة أيام مرت عليه دون أن يأكل أي طعام، فآلمني كلامه، وقررت مساعدته، وقلت له: وردي أجمل من الخبز، فاقطف وردة من وردي واجعلها طعامك، ولا بد من أنها ستسكت جوعك بعض الوقت. فقال الرجل لي: أنت بالتأكيد شجيرة حمقاء، فهل الوردة الجميلة تشبع معدة جائع؟ وابتعد عني غاضباً، فخجلت خجلاً عظيماً إلى حد أن لوني الأبيض اختفى، وصرت منذ تلك اللحظة شجيرة تنبت ورداً أحمر اللون”.
لم تقطف رندا الوردة ، ولكنها بعد أيام عندما سمعت في الشارع ولدا يقول لأمه باكياً: “أنا جائع”، هرعت إلى البيت ونظرت إلى المرآة بخوف.

زكريا تامر

m2pack.biz