“رونق مميز اكتسبته الأحذية من بساطة الحرفة ودقة التنفيذ”
2من اصل3
إلا أن ورشة والده كانت هي المستقر الذي عاد إليه ليوظف كل مهاراته المعمارية وخبراته التي استقاها من أوروبا في تصميم أحذية عالية الجودة بمواصفات عالمية.
وكما تنقسم الفاترينة إلى جزأين فالإنتاج أيضاً داخل الورشة طريقان الأول
“اختفاء الوجوه الشابة من تلك الحرفة يهددها بالاندثار”
«المكنجي» هنا يقوم بتصنيع الوشوش وخياطتها على الماكينة
«المكنجي» يقوم بتركيب «الأبزيمات» وإتمام مرحلة «التقفيل»
هو تصميم وتنفيذ أحذية تقليدية بمقاسات مختلفة تناسب الجميع، والثاني هو تصميم وتنفيذ أحذية بأبعاد محددة يتم تفصيلها لأشخاص يعانون من اختلاف مقاساتهم عما هو تقليدي أو متوافر بالأسواق.
قبل تفصيل أي حذاء خاص يتم تحديد مقاسات القدم بعناية وهي العملية التي يقوم بها المهندس محمود بنفسه وبعدها يقوم بعمل القالب المناسب لتلك المقاسات، ثم يقوم بتجهيز «الباترون» الخاص بالحذاء وهو عبارة عن تحويل التصميم المطلوب إلى قطع كرتونية صغيرة تتحول بعدها إلى «اسطمبة» من الصاج، يسلمها إلى أول مراحل التصنيع الفعلي وهو «التفصيلجي» ليقص الجلد حسب شكل وتصميم الحذاء ويرسله إلى «المكنجي» لتبدأ المرحلة الثانية وهي تصنيع الوشوش وتركيب «الأبزيمات» وإتمام مرحلة «التقفيل» لتصبح جاهزة «اللجزمجي» وهي المرحلة الثالثة، ليقوم بتركيبها على القوالب لتكون جاهزة لتصبح حذاءً، ويضاف إليها النعل بعد ذلك وتترك حتى يجف أي لصق بها وتنتقل في النهاية لعملية نزع القالب منها ليكون الحذاء جاهزاً.
لا يفكر العاملون في تفاصيل مهنتهم التي اعتادوا أن تجالسهم يومياً بقدر ما يهاجمهم دائماً هاجس انقراض المهنة، خاصةً بعد انتشار المنتجات والصناعات الصينية والتركية، والتي يعتبرونها الخطر الأكبر على مهنتهم بعد اختفاء رغبة الشباب في تعلمها. فريق عمل «بابل» تختفي منه الوجوه الشابة على الرغم من أن تلك الحرفة كانت من الحرف التي تدر دخلاً كبيراً على العاملين بها قبل تدهور حال الصناعات اليدوية للأحذية، بالرغم من اهتمامهم بأعمال الصناعة لا تخلو أروقة الورشة من صوت أم كلثوم لتسليتهم وتذكيرهم بزمن مجد صناعة الأحذية اليدوية.