زيّنوا المرجة
سمعتُ أغنية «زيّنوا المرجة»
فبكيت
داخل كلّ دمعة قصة
ها هي دمشق ترتسم مالحةً على وجنتي،
الخرائط تصنعها الذكريات.
الشّمسُ قريبةٌ هنا
ورؤوس النّاس ملساء كأعواد الثقاب؛
يوم الحريق قريب،
سأتأمله بهدوء
كقمرٍ صامتٍ في زاوية سماء زرقاء.
الحياة هشّةٌ
نفخةٌ صغيرة من فم الموت
ونتطاير كزهرة كسّار الزبادي.
المآذن أعناقُ المدينة،
قطعتْ الحرب بعضها
فسالتْ التكبيرات في الشّوارع؛
وحدي أتجوّل معها
في أحياءٍ مدمّرة
أركض سريعاً
أخاف أن يمسكني اليأس
وأصبح حزينةً كصورتي في المرآة.
في البيت المقابل المهجور
قميصٌ منسيٌ على الشّرفة،
في الليالي الشتويّة
يشتاق لدفء جسد صاحبه،
يعانق حبل الغسيل البارد
ويغفو،
كذا أفعل بوسادتي حين أشتاق لك.
لا أثق بالغد كثيراً،
بابي على ظهري
ومفتاحي بيدي،
أغادر مطمئنة.
خلسةً أحاول سرقة قدمي ميت
أحتاج لطرقٍ مختلفة،
أنا الذكرى المكررة التي لم يسمع بها أحد،
العشبة المحبوسة بين أحجار الرصيف،
الزّهرة التي لن تذبل على شاهدة قبر ذاك المجهول.
بحذرٍ أتحرّك في الحلم،
أجمع من الزينة ما يكفي لساحات دمشق
صباحاً أغني «زيّنوا المرجة»
أبتسم،
أغمز حذائي الجديد
خطواتك المخبّأة ستحملني إلى هناك.
كاتبة سورية
بسمة شيخو