سؤال غريب بامتحان الرياضيات يثير جدلاً في الصين
سؤال جاء في امتحان مادة الرياضيات، لطلاب أطفال بالصف الخامس الابتدائي في إحدى مدارس إقليم “شونتشينغ” في الصين، أثار الجدل ليس فقط بين طلاب المدرسة أو في الصين، بل في العالم كله عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، ليس فقط بسبب أن السؤال لا يملك إجابته أحد لأن لا إجابة له في الأساس، بل أيضاً كيف يتم طرح سؤال كهذا على طلاب في الصف الخامس الإبتدائي.
والسؤال الذي أثار كل هذا الجدل في العالم كان “هناك سفينة تحمل على ظهرها 26 رأساً من الغنم و10 رؤوس من الماعز، كم يبلغ عمر ربان السفينة؟”، وبرر المسؤولون الحكوميون في الصين وضعهم سؤالاً كهذا بامتحان الرياضيات، أن الهدف منه ليس إيجاد حل، لأنه لا حل له، ولكن السبب هو تحفيز الأطفال الصينيين منذ نعومة أظافرهم على استخدام مداركهم وفضاءات خيالهم، وتشجيع ما يُسمى “الوعي النقدي” لديهم، حتى ينمون حسّاً فكرياً معتمداً على تشغيل أقصى ما يستطيعون من ذكائهم، وحتى لا تكون الدراسة في المدارس عبارة عن محاضرات من التلقين التي لا تحفز الطلاب على التفكير، وتكتفي بحفظ المعلومات فقط.
وعلى ما يبدو أن المسؤولين عن التعليم في الصين، نجحوا في مساعيهم، حيث تحركت أخيلة الطلبة الأطفال في وضع إجاباتهم التي تنوعت واختلفت على هذا السؤال الغريب، وبحسب بعض وسائل الإعلام العالمية، التي نقلت عدداً من الإجابات التي كتبها الطلاب، أن بعضهم أجاب ب”أن الربّان لا بدّ أن عمره 18 عاماً على أقل تقدير، حتى يتم السماح له بقيادة سفينة، ومعه هذا العدد من الغنم والماعز”؟
وآخرون ذهبوا في إجاباتهم، إلى أماكن أخرى، حيث كتب أحد الطلبة أن “عمر الربّان 36 عاماً، والسبب في ذلك أن مجموع العددين 26 +10 -وهي أعداد الغنم والماعز- يساوي 36، وأن الربّان كان يريد أن يعادل عدد الحيوانات التي معه بالسفينة بعدد سنوات عمره”، وبعضهم أجاب بأنه لا يعرف كم يبلغ عمر الربّان، وأن ليس بامكانه حل هذا السؤال.
نشطاء التواصل الإجتماعي في الصين والعالم، لم يأخذوا الأمر بالبساطة ذاتها التي أخذها الطلاب، وشنوا هجوماً واسعاً على إدارة المدرسة وعلى المسؤولين في وزارة التعليم الصينية، حيث علق البعض أن هذا السؤال لا يمت إلى الواقع أو العلم بأي صلة، وتسائلوا هل يعرف الأستاذ الذي وضع السؤال نفسه الجواب، وآخرون عبروا عن استيائهم من هذا السؤال بالسخرية، حيث كتب أحدهم معلقاً: “إذا كان في المدرسة 26 معلماً، وكان 10 منهم لا يفكرون، فكم يبلغ عمر مدير المدرسة”.
وبالوقت نفسه التي بدأ الصينيون هذا الهجوم على المدرسة وإدارتها، فقد كان على الطرف الآخر من دافع عن المدرسة، والأسلوب الذي اتبعته في التعليم لطلابها، ووافقوا العاملين في وزارة التربية الصينية، أن هذا السؤال يحفز التفكير التحليلي للطلاب، حيث علق أحد هؤلاء المدافعين عن الأمر: “الأمر واضح، فالغرض من الموضوع هو تشجيع التلاميذ على التفكير، وقد نجح السؤال في تحقيق ذلك”، وقال آخر: “إن هذا السؤال يجبر الطلاب على تفسير طريقة تفكيرهم، كما أنه يتيح لهم المجال ليكونوا مبدعين، وليس مجرد أشخاص يتم تلقينهم وتحفيظهم المعلومات الموجودة في الكتب، ويجب أن يكون طرح مثل هذه الأسئلة أكثر رواجاً في الإمتحانات الخاصة بالمواد الأخرى أيضاً”.
وكانت إدارة التعليم في اقليم “شونتشيتغ” الصيني، قد نشرت في الأيام الأخيرة من الشهر الماضي، بياناً أوضحت من خلاله أن الهدف من هذا الإمتحان كان “استبيان الوعي النقدي وقدرة التلاميذ على التفكير بشكل مستقل”، وأضاف البيان إلى أن “بعض الاستطلاعات تشير إلى أن تلاميذ المدارس الإبتدائية في بلادنا يفتقرون حس الوعي النقدي وخاصة فيما يتعلق بمادة الرياضيات”.