سرعة البديهة طبيعة أم اكتساب
مما لا شك فيه أن كثيرًا من صفاتنا الشخصية في بعض الأحيان يكون هديةً تُهدى إلينا لم نساهم نحن بشكلٍ مباشرٍ في صنعها وتكوينها لكن ذلك لا يعني أننا وُلدنا بها، وأن الشخص إن أخذت شخصيته اتجاهًا يصبح من المستحيل أن تسير في يومٍ من الأيام في الاتجاه الآخر، عندما نولد نكون صفحةً بيضاء لا تشوبها شائبة ولا تلطخها نقطة حبرٍ سوداء، لكننا كلما تقدمنا في هذه الحياة تبدأ صفاتنا وقصة حياتنا بتلوين تلك الصفحة ورسم ملامحها وملامح شخصيتنا معها.
كثيرًا ما تعتمد شخصية الإنسان على ما رآه و واجهه في طفولته وكيفية تعامل أهله وإخوته ومجتمعه من حوله معه، لأن الطفل يكون غضًا لينًا سهل التشكيل والتوجيه وأقل شيءٍ يؤثر فيه ويترك بصمته على شخصيته وأحيانًا يدفعها لطريقٍ آخر تمامًا، الطفل الذي يواجه مواقفًا تستدعي سرعة البديهة كثيرًا ومن يحثه ويساعده بالقول والفعل على ذلك ويشجعه تصبح سرعة البديهة أمرًا بديهيًا طبيعيًا له.
لكن في بعض الأحيان ينشأ الشخص ويكبر بشخصيةٍ مترددة أو متأنية أو تصاب بالجمود والتوتر عندما يجد نفسه في موقفٍ مفاجئٍ أو لم يحسب حسابه أو حدوث تغيرٍ مفاجئٍ في الخطط يجعل عقله يتوقف عن التفكير ومحاولة تدبير كيفية سير الأمر وتجاوزه، لكن ما زال الإنسان قادرًا على التطور والتغير وتحويل نقاط ضعفه وتردده لمواضع قوة وتجاوز ذلك الضعف وتغيير ما كان عليه لما و أفضل.