سر “الحواجز الغامضة” التي كشفت عنها معركة الوليد وولي العهد
“اختبار محكم”، هذا ما وصف به موقع “ذا هيل” الأمريكي في تحليله لحملة مكافحة الفساد السعودية، التي نظمها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وكالة أمريكية: هذا ما سيفعله ولي العهد مع الوليد وبقية المفرج عنهم من “ريتز كارلتون”
أشار أوين دانييلز، المدير المساعد لمبادرة الأمن في الشرق الأوسط في مركز “سكوكروفت” للاستراتيجية والأمن التابع لمجلس أتلانتيك الأمريكي، في تحليله على موقع “ذا هيل” إلى أن حملة الفساد في السعودية، تعد اختبارا محكما لقدرات المملكة.
وتابع قائلا “أثارت تلك الحملة تكهنات واسعة النطاق حول الدوافع الحقيقية ورائها، وزادت تلك التكهنات بعد الإفراج عن الأمير الوليد بن طلال، والتقارير التي تحدثت عن صراع المساومة الذي دار بينه وبين السلطات السعودية بقيادة ولي العهد”.
وكشفت تلك المعركة، بحسب دانييلز، عن قراءات مختلفة ل”الحواجز الغامضة”، التي خلقت صورة مركبة لما يحدث في حملة مكافحة الفساد بالمملكة.
وتابع قائلا
“الحملة يمكن أن يظهر أنها حققت نجاحا نسبيا، لكن في الحقيقة المعركة لا تزال طويلة، خاصة وأن الفساد مستشري منذ فترة طويلة ويعد مشكلة متوطنة في هياكل الحكم السعودي، سواء داخل العائلة المالكة أو في المحيط الذي من حولهم”.
وأشار إلى أن رسالة الحكومة إلى النخب السعودية، كانت واضحة جدا، ومفادها: “سنستهدف الفساد على جميع المستويات، حتى تلك المستويات التي يصعب التصور في السابق استهدافها”.
وقال الموقع الأمريكي إن ابن سلمان يعزز من سلطاته في المملكة بطريقة “غير مرئية”، فهو أدرك أنه لا يمكنه عزل النخب تماما من المملكة، إذا ما أراد أن تنجح جهوده الإصلاحية، لكنه أيضا سعى أن تشعر تلك النخب أنها تحت التهديد دوما.
لكن عاد المحلل الأمريكي وقال إن
“الغموض الذي اكتنف ما دار في كواليس الريتز كارلتون يضعف ثقة المستثمرين في قدرة الحكومة السعودية على التصرف بمسؤولية، فيما يتعلق بالاقتصاد، ويثير تساؤلات بشأن أمن واستقرار الاستثمار الأجنبي”.
ويبدو أن المسؤولين السعوديين يدركون خطورة هذا الأمر، والقول للموقع الأمريكي، ويخططون لجولة جديدة في فبراير/ شباط، لشرح حملة مكافحة الفساد للمستثمرين وإعادة بناء الثقة معهم.