سر الفاعلية الهائلة للمواد النانو (2-2)
وتكمن أهمية المواد النانو في خصائصها الكمية المتميزة، وذلك نظرا لكبر سطحها وصغر حجمها مما يؤدي إلى إرتفاع معدل التفاعل الكيميائي، فالمواد المركبة من جزيئات النانو تكون أشد صلابة وأكثر مرونة من الصورة العادية. وتتميز هذه المواد عند استخدامها لتغذية النبات في صورة أسمدة إلى إستخدامها بكميات تصل إلى الخمس أو الربع تقريبا مما يؤدى لتوفير كميات كبيرة من الأسمدة مما يوفر في التكاليف ويقلل من الأثر المتبقي لهذه العناصر في النبات. ونظرا لصغر حجمها فيمكنها الدخول بسهولة من أجزاء النبات المختلفة كالثغور وكذلك الحركة داخل النبات بسهولة كبيرة فتصل لأماكن جديدة في النبات لم يتمكن العنصر العادي من الوصول إليها مما يؤدي لظهور تأثيرات جديدة غير معروفة لابد من إجراء البحث عليها لإكتشافها، وقد يعزى لذلك ظهور تأثيرات مختلفة عند إستخدام المواد في الصورة النانو.
وكلما تغير حجم الجزئ كلما تغيرت خواصه ولا يرجع الدور للحجم فقط بل للشكل أيضا، ولابد من الإدراك أن ثبات العنصر في الصورة النانو يؤدي لإمتداد مفعوله لفترة أطول، ولكن رجوعه للحجم العادي يؤدي لفقدانه لخواص النانو.
لذلك فإن سر فاعلية المواد النانو وظهور التأثيرات الجديدة عند إستخدامها لايرجع فقط للحجم الصغير للمادة وإنما لكل حجم خواص مختلفة لنفس المادة، وكذلك لكل شكل ولكل طريقة تحويل تأثير مختلف، ولا يقتصر النجاح فقط على تحويل المادة للصورة النانو وإنما أيضا لثباتها لفترة طويلة كى يتسنى إستخدامها بشكل تطبيقى في مختلف المجالات.
وتبقى العديد من التساؤلات قائمة؛ كيف يمكن تحويل العنصر من الصورة العادية إلى الصورة النانو، وكيف يمكن قياسه ومعرفة حجمه؟ وماهي إستخداماته في المجالات المختلفة ومن أهمها مجال الزراعة؟