“سكّة الطّير”: نصوص وفوتوغرافيا مليحة مسلماني وعادل واسيلي
صدر حديثا عن “دار روافد للنشر والتوزيع” في القاهرة، عمل أدبي للكاتبة الفلسطينية مليحة مسلماني، يحمل عنوان “سكّة الطّير”، وهو عبارة عن عمل مشترك مع الفنان المصري عادل واسيلي.
الكتاب يضم سبعين نصًّا أدبيًّا، نثريًّا وشعريًّا، ترافق كل نصّ منها صورة فوتوغرافية التقطها الفنان واسيلي على مدار عشرة أعوام، من مختلف المواقع في مصر: شوارعها، وريفها، وأزقتها، وشخوصها، وعمالها، ونسائها، وأطفالها .
أما النصوص، فهي مستلهمة من مصر وصورها، وبأسلوب تجريدي وبحس صوفي.
ومما يميز الكتاب الذي يقع في 150 صفحة، أنه من التجارب القليلة جدّا في العالم العربي التي تجمع في آنٍ عالمين إبداعيين (الأدب والفوتوغرافيا) بين دفّتي كتاب.
وقد جاء في إهداء الكتاب:
“إلى الوجوهِ المنسيّةِ على أَرصفةِ المدينة
وأُخرى تَخَفّت مِن وَراءِ قناعٍ رمليِّ المنفى
إلى المنفيّينَ على طريقٍ مائيِّ المَسير
غارقينَ في نقطةِ الفِطرة
مُصاحبينَ خُطى الهِجرة
إلى الرّاحلينَ بالدّمِ
من الدّم
وآخرينَ تحتَ الطلبْ،
لا تنفكُّ حناجرُهم تردّد:
“لا نُصالح””.
………………….
حملتُ عنها خفّةَ الرّوح، فحمّلتني بأثقالٍ من الطّوبِ الضّروريِّ لشكليَ الهَرَميّ. حميتُها من تصدّعٍ ممكنٍ في الحكاية، فحَملَتْ هي بنهايةٍ ترفضُ الخروجَ من طَوْرِ الجنينيّة.
مريميّةٌ هي، تهاجرُ حُبلى بسرِّ الحكاية، تتفيَّأُ بنخلةٍ وحيدة، زرعها الطّريقُ لتحيي العابرين. ولكنّها، ليست عابرة، ليست قادمةً أو ذاهبةً، ليست واقفة، ليست جالسة.
إن شئتم، سمّوها مسافرةً، مهاجرةً أو هاربة، تخطّت الوضعيّاتِ والأنماطَ المألوفة. ولكنّها، بقيتْ عاديّة، وإن تخلّلها طُهْرٌ مجبولٌ بغموضِ السّرِّ القديم، وعفّةٌ متبوعةٌ بصبرِ الزّمنِ الطّويل. حُبلى بالتّفاصيلِ تبقى، وبكمالِ الهُويّة.