سلامة الفرد من سلامة المجتمع
المشكلة المرعبة والكبرى أن الأفراد في مجتمعاتنا صاروا غرباء عن كلمة الروابط الاجتماعية ومعناها، صاروا عاجزين عن فهم أهمية التعرف على الآخرين ومد جسور الود والتواصل معهم، لم يعد هناك علاقة تقدير كبيرٍ وحنوٍ على صغيرٍ ورفقةٌ وصحبة مع من يقاربونك في العمر، لم تعد العائلة كالماضي تجتمع وتتلاقى وتتسامر وتتبادل الحكايات والأحاديث، ولم يعد الفرد يشعر بالانتماء لعائلته! هو يحمل اسمهم يحمل دمهم يحمل جيناتهم لكنه لا يحمل أواصرهم وودهم ومحبتهم وقربهم، قد يعيش الواحد منهم لا يعرف ولا يدري شيئًا البتة عن قريبه من الدرجة الأولى وقد تمر سنواتٌ دون أن يتلاقى الأقرباء، بل إن الرعب الأكبر أننا صرنا نرى أخوةً تمر عليهم الأعوام قبل أن يرى الواحد منهم أخاه! الفرد الذي فقد ذلك فقد كثيرًا من نفسه وكيانه ووجوده وشخصيته واستقراره النفسي والعقلي والعاطفي والاجتماعي، الشخص الذي لا يعرف معنى الانتماء لعائلةٍ وأسرةٍ لن يعرف معنى الانتماء لمجتمعٍ أبدًا.