سلون ودركر 4من اصل5

 
وإيجاد معادلة شراء شركات الأعمال الناضجة وتحويلها إلى شركات متفرعة ذات درجة عالمية، وإحداث
مركز شركة جنرال موتورز للتدريب، وإنجاز مختبر الأبحاث. رفض سلون هذه المقترحات بأدب، وبما أن
هذا الكتاب كان مضاداً لكتاب درگر مفهوم الشركة Concept of the Corporation فلعل درگر وجد
بعض العزاء والرضى في أن يصبح کتابه بصورة فورية أكثر الكتب مبيعاً، وهذا أمر لم يسبق له مثيل لكتاب
عن شركات الأعمال في تاريخ النشر .
أثناء تقييم درکر لكتاب سلون، تصور سلون وهو يؤدي بكل دقة وإتقان دور المدير المحترف المثالي الكامل
الذي استبدل اللص القديم بشيد أرباب الصناعة. لم يقدم سلون نفسه كبطل أثناء وصفه كيف خدم الزبون
بصورة مثالية منكرة للذات، ولكن البطل هو شركة جنرال موتورز، وهذا يعادل عرض مسرحية هاملت
Hamlet على المسرح دون شخصية الأمير هاملت. شعر درگر أن الكتاب كان يجب أن يصدر تحت عنوان
شركة جنرال موتورز عندما كنت فيها General Motors When I Was There لأنه قدم مديراً بلا دم
زاد كثير اً على عقلنة العملية الإدارية .
شعر دركر أن سلون الذي اعتبره واحداً من «المنظمين العظماء» لشركات الأعمال الحديثة الأمريكية . كان
كل شيء سوى كبير المديرين التنفيذيين صاحب الشأن الجليل والأعصاب الباردة كما صؤر نفسه في كتابه ،
وأنه ظلم نفسه وزملاءه عندما أخفق في سرد منجزاته واهتماماته وفق الترتيب الزمني، ولم يصور
الشخصيات المتباعدة ومصادر القوى البشرية في إدارة شركة جنرال موتورز العليا. كذلك فإن سلون حينما
رفع الشركة إلى مرحلة المركزية أهمل عاطفته الشخصية تجاه أصدقائه ومستخدميه واهتماماته الخيرية
وشعوره بالثقة وقدرته على التحفيز والإلهام والأنشطة السياسية   والاهتمام بسلامة العامل والسيارة، ولم يلتفت
إلى كل هذه الأمور لأنه اعتبرها اهتمامات شخصية ولا تمت بصلة إلى دورة المهني .
استشهد درگر بمجموعتي أفكار رئيسيتين عن حاکمية الشركة في التقاليد السياسية الغربية من
أجل بيان اختلافاته الفلسفية مع سلون.