سمكةٌ تائِهةٌ
فيما أفكِّرُ بأشياءَ
سقطتْ باكراً مِن أهدابِ يقيني
ومَسَحَتْ نهاياتٍ حزينةً عن زهوري
أسمعُ صوت أشياءَ اخرى لا أراها
كما لو أنَّ فأساً ينكسرُ بين أضلعي
ما أنْ يرتطم بجذع شجرة.
بعيداً عن حضوري المنفي في جسدي أفرَدَتْ أخيلتي أجنحَتَها
بالقرب مِن شتاءاتٍ قصيّة.
توقفتُ عن كتابةِ الأحلام
وماعدت احتفظُ بها
في صندوقِ الخردوات
اليوم أراها تشبهُ غَرغَرة متشرّد
لمّا استعيد بعضَها أحياناً
مع اني بحثت في محطةِ قطارِ فينسيا
عن ليلةٍ تشبهُ أعشاباً صيفية
لكني لمْ التقِ بها
وكتبتُ عن منزلٍ يشبهُ وجهَ والدي
ربّما سألقاهُ في يومٍ مَا
أقصدُ والدي وليسَ البيتْ.
لا تسأليني عَن ساعةِ الهجران
ولا تسأليني عَن صباحاتٍ قصيرةٍ جدا
رأيتُها ساعَة التقبيل .
كثيراً ما أعودُ إلى الصّور
لعلّي أعثرُ على فراشةٍ هاربة
على أخبارٍ مِن عَالمٍ آخر
ولربّما على قليلٍ مِن الرّحمة.
أعدُكِ
في ظهيرةٍ شتائيةٍ قادمة
ستنضجُ روحي
مِثل تُفاحة
فيصبحُ مِن المُمكِن أنْ أكونَ لكِ
أمّا الآن
وأنتِ في حالة اندهاشِ أمَام غيمةٍ
تشبهُ فارسا أضاعَ طريقه إلى ساحةِ الحرب
فابتلعَهُ طقسُ المدينة المُثلِج
تحتاجينَ إلى قليلٍ مِن التخيّل.
ذاكرتي اليوم تقفُ وراء تكشيرةٍ دائمة
كُنتِ دائماً تقولينَ عنها
– ستجعلكَ مِثل سمكةٍ تائهة.
آه .. لو اختبرتِ حُطامي مِن مسافةٍ قريبةٍ جدا
أظنّكِ ساعتها ستكونينَ بعيدةً عنّي.
شاعر عراقي