سن الشمبانزي 3 – 6
لذا وجب على الأم، مراقبة ألعاب طفلها في هذه السن، بكل دقة لأنها تعبر أحياناً عن رغبات غير متوقعة، وخاصة من الناحية العاطفية، فقد كانت الألعاب، حتى هذه المرحلة، دليلاً على درجة النمو الحركي والعصبي للطفل أما الآن، فهي تكشف لنا عن حالة الطفل العاطفية، فتبين رد فعله نتيجة لمعالجات خاصة، ومتطلباته، لأنه لا يستطيع بعد التعبير عنها بالكلمات، وإن كانت عميقة وملحة.
فإذا كان في إمكانه التعبير عنهما، أمكنه بالتالي مواجهتها برد فعل مناسب، فرد فعل طفل في العام التالي من عمره يعتقد أن أبويه قد أهملاه، بسبب قدوم مولود جديد، لن يكون اعتراض القاطع أو الرفض، الصريح للدخيل بل يتضح الاعتراض من ظاهرة الارتداد، فهو يعود لى مصدرة القرار إبهامه، أو إلى تناول طعامه “بالبيرون” أو التبول في الفراش، أو اتخاذ تصرف أكثر إيجابية ، كأن يلعب دور الأم تجاه عروسته، أو أحد نماذج الحيوانات.
فالأبوان اللذان يحظان صغيرهما بدقة، لن يكتفيا بالقول، بأن طفلهما هادىء الطبع، يقضي وقته في اللعب بعروسته أو بدبة، وذلك لأنهما سيحاولان الوقوف على متطلبات الطفل، من خلال هذه اللعبة.
وسيكون من الصعب أحياناً فهم الطفل، فهو لم يزل يجتاز المرحلة، التي يعتبر فيها نفسه محور الكون.
فالطفل إذا واجه الحقيقة، هرب منها بفضل خياله الواسع، إن الأشياء في نظره، ليست قيمة ملموسة وثابته، فالبكرة في المثال السابق، كانت الأم كما كان الصندوق الصغير حصانا، ثم يصح بيتا عندما يرغب الطفل في أن يختبىء فيه. إن تفكير الطفل، يخضع لقواعد المنطق، بل لمتطلبات وهمية تكثر في هذه المرحلة من العمر