مروة السنوسي
3من اصل3
والأوبرا بالمجان مقابل أن تنشر صورهما في كتالوج الأوبرا، وظل الحال كذلك حتى انفصل فان ليو عن أخيه وقام بافتتاح ستوديو خاص به عام 1941 بمنطقة وسط البلد، فكان ستوديو فان ليو أشبه بالمسرح، البعض يأتي إليه ليلعب وينسي شخصيته الحقيقية، يبدل هويته، ويعيش لحظات من المرح، والبعض يمحو ابتسامته المصطنعة أمام الصحفيين لكي يظهر حزنه الحقيق أمام الكاميرا، يسبغ فان ليو أهمية كبيرة على إتقان المشهد، أي تهيئة المكان، إضاءته، اختيار الزاوية التي تؤخذ منها اللقطة، وصولا إلى دراسة تعابير الوجه لاقتناص اللحظة المناسبة، كأنه يصور مشهدا سينمائيا، حتى إنه استعمل تقنية المشهد المزدوج في الصورة الواحدة، ثم يأتي العمل في المختبر لجلاء الصورة كما كان يقول “مئه بالمئة” لذا كان لا يقبل أن يساعده أحد.
حصل فان ليو، على جائزة الأمير كلاوس في التصوير عام 2000 ثم أدركته مكتبة الكتب النادرة في الجامعة الأمريكية في مصر، حين تنازل لها عن مجمل أعماله ليضمن حفظها وإعادة ترميمها بعد مماته، فكان المعرض الذي أقامته له في 2001 ثم كان الثاني في 2002، قبل وفاته بعدة أشهر، ليبقي “ليو” بصوره إحدى مدارس الأبيض والأسود، التي لا تزال تحيي القديم بمجرد النظر إليها.