سيمفونية كتبت من أجل الفقراء

سيمفونية كتبت من أجل الفقراء
سيمفونية كتبت من أجل الفقراء

حسن فتحي

 

 

 

 

يوسف الأزهري

صورة حسن فتحي مع تلامذته تنشر لأول مرة حصرياً في مجلة العمارة إهداء من المهندس المعماري محمد مهيب

لقبت حسن فتحي بشيخ المعماريين ومعماري الفقراء وهذا اللقب هو رمز جامع لفلسفته المعمارية التي قضى عمره الطويل “89 عاماً” يدافع عنها، وهو إنشاء بيت تتوافر له أربعة صفات أساسية: التكلفة الرخيصة، والبساطة الأنيقة، والراحة، والجمال.

ولو حاولنا تبسيط أفكار حسن فتحي أكثر فسنجد أن أهميته تكمن في كونه مهندساً له وجهة نظر خاصة مرتكزة على تراث أمته ومستفيدة في الوقت نفسه من إنجازات الآخرين. فالبناء عنده لم يكن مجرد جدران وسقف، بل كان حياة وحضارة، وتراثاً لم يمت، بل وما زالت روحه حية، وإعداداً جيداً لمستقبل متواصل مع هذا التراث تواصلاً جدياً في غير انقطاع.

كما تكمن قوته في أفكاره وليست في المباني التي صممها فهو لم يقم طوال حياته العامرة سوى ثلاثين مشروعاً قط.

والواقع أن جل المهندسين المعماريين في مصر والوطن العربي يتفقون على كونه واحداً من أبرز أعلام العمارة في مصر والعالم، لكن لم يحاول أكثرهم أن يفهم مضمون فلسفته أو يطبقها أو يأخذ منها ما يناسبه- على الأقل- ويترك ما لا يستطيع تنفيذه، ملبين رغبات السوق ومنشأين مباني جديدة- للاسترزاق- لا تتفق مع واقع عمارتنا المحلية وتراثنا وقيمنا ومناخنا. وحتى القلائل الذين فهموا رسالته، عارض معظمهم اتجاهه، تارة باعتباره رجعية، وتارة باعتباره تقوقع على الذات، والعديد منهم- الذين يخططون المدن كمقاولات لا كنسيج عمراني لابد أن يأخذ كل عنصر فيه حقه على أكمل وجه- رأوا أفكاره تتعارض مع مصالحهم.

فأطلقوا ألسنتهم على مشروعاته بعبارات من قبيل: “ما هي إلا مناظر ريفية ساذجة من قباب إلى قنطرات إلى عقود إلى أفنية إلى قوالب من الطين، وهذا هو التبسيط المخل على شاكلة القول بأن أعمال “مايس” لا تخرج عن كونها مجرد صناديق من الصلب داخل حافظة زجاجية!

 

m2pack.biz