سَفَرٌ إلى عروبة اليوم

سَفَرٌ إلى عروبة اليوم

سَفَرٌ إلى عروبة اليوم

منْها إلَيْها بجُرْحِي ماضِيًا حُقُبا
يَضِيقُ بي النَّبْضُ يا وَيْحِي بما رَحُبا
مِنْها إلَيْها ومِنْ شَقْوِي إلى حَزَني
إلى المَتاهاتِ يُلْقِيني الضَّياعُ نَبا
أسِيرُ والتَّيْهُ حَوْلِي نَزْفُ أسْئِلَةٍ
جَوَابُها خَلْفَ أسْوارِ الدُّنَا غَرُبا
كَمْ مِنْ سُؤالٍ بعُكَّازَيْنِ مِنْ ألَمي
يَمْضِي غَريبًا ف «طُوبَى أيُّها الغُرَبا»
أنَّى أَرَاها إذا غَنَّتْ مَوَاجِعُها
تُراقِصُ الجُرْحَ ، تَحْسُو دَمْعَها طَرَبا؟!
إنْ آنَسَتْ نارَ ذُلٍّ صَفَّقَتْ ومَضَتْ
تُبارِكُ النَّارَ ، فِيها تَرْتَمي حَطَبا؟!
تُصاهِرُ الهُونَ، تَسْتَجْدِي مَوَدَّتَهُ
وكُلُّ خِزْيٍ ذَرا في بَطْنِها نَسَبا؟!
أنَّى؟ وأيْنَ؟ لماذا؟ هَلْ لَها؟ ومَتَى؟..
وحَشْرَجَ السُّؤْلُ ثُمَّ انْكَبَّ مُنْتَحِبا
يا أيُّها السُّؤْلُ يا نِصْفِي وكُلَّ دَمِي
ما كُنْتَ يَوْمًا لَعَمْري بالِغًا سَبَبا
دَعْنِي أُصَلِّ مِنَ الأوْجاعِ نافِلَةً
مِنْ شهْقَةِ الأمْسِ أَتْلُ المُشْتَهَى كُتُبا
عُرُوبَةُ اليَوْمِ عَنْها لا تَسَلْ فأنا
مَسِيحُ حُلْمٍ على جُثْمانِها صُلِبا
في لُجَّةِ الغَيْبِ كانَتْ مَحْضَ أحْجِيَةٍ
صَلْصَالَ وَهْمٍ، وفي رِحْمِ الفَنَاءِ هَبا
هَلَّا تَوارَيْتَ خَلْفَ الصَّمْتِ في رئَتِي
تُوَسِّدُ الجُرْحَ، تَغْفُو كُلَّما انْسَكَبا؟
هَلَّا تَقاطَرْتَ مِنْ (صَنْعاءَ) لَحْنَ أَسًى
يَفِيضُ صَبْرًا لِيَغْشَى مَوْجُهُ (حَلَبا) ؟
ما عُدْتُ يا سُؤْلُ في أرْجايَ أُبْصِرُني
إنِّي تَشَظَّيْتُ آهًا، مُدْيَةً، لَهَبا
مُذْ كُنْتَ أسْرَيْتَ مِنْ أقْصَى الجِراحِ إلى
(أَقْصًى) بكَفِّيْهِ حُلْمٌ شاخَ مُرْتَقِبا
مُذْ أصْبَحَ الطِّينُ لَمَّا سِرْتَ تَنْفُخُهُ
طَيْرًا ك (بَغْدَادَ) يَدْمَى عِزَّةً وإبا
مُذْ أنْ.. وجاءَتْ مِنَ (الصُّومال) قُبَّرَةٌ
يَسَّاقَطُ الجُوعُ مِنْ أرْياشِها رُطَبا
حَتَّى تَلاشَيْتُ ثُمَّ احْتَرْتُ أيْنَ أنا؟
فَتَّشْتُ دَمْعِي وساءَلْتُ المَدَى فأبَى..
ما زِلْتُ أبْحَثُ عَنِّي نافِثًا أمَلًا
عَلِّي أَراني إذا ما لاحَ ساقُ (سَبا)
كاتب من اليمن
زاهر حبيب

m2pack.biz