شأن الإرادة في ميزان العلل

فقره2
فقره2

 

2من اصل3

وأما إزاء المنطق العاطفي وحده فقوتنا أكثر مقاومة مما هي إزاء المنطق الديني؛ لأنالمشاعر إذا لم تكن غاية في الشدة فإن العقل يقدر على التصرف في بعض العيارات؛ أي

العلل، ولا نأسف كثيرا على ضعفنا أمام اندفاعات المنطق العاطفي؛ لأن هذه الاندفاعاتوإن كانت في الغالب ذات نتائج مضرة إلا أنها قد تأتي أحيانا بأعمال مفيدة للبشر.ومتى يتعلم الإنسان أن يوفق بين اندفاعاته العاطفية والدينية، وبين مبتكراتالعقل فإن نطاق الممكنات يتسع في نظره. وفي توازن العلل – حيث تتكون الآراء والمعتقدات – كثيرٌ من العلل والعوامل التيلا تأثير لنا فيها، ولو استمر عدم تأثيرنا لقلنا كما قال كثير من المذاهب الفلسفية: إن القدر هو الذي يسيرنا. والقدر بالحقيقة قد استولى على تاريخ البشر زمنا طويلا؛ لأن الناس لما ظلوا عاجزين دورا مديدا عن قيادة أنفسهم خضعوا لسنن ما اختلف من أنواع المنطق التي لا صلة بينها وبين العقل خضوعا مقدرا.

 

m2pack.biz